|


فهد الروقي
ياعازمين السفر بكرا
2012-03-27

مجموعة من الأصدقاء يعشقون السمر والسفر معا.. تجمعهم صفات مشتركة وتتواجد بينهم اختلافات طبيعية وفوارق فردية، فمنهم من يجيد القيادة ويعشقها وآخر يتقن طهي الطعام ويتفنن فيه، وثالث مختص بعمل القهوة العربية « المهيّلة « ورابع لايترك من مستلزمات السفر والرحلات لاشاردة ولاواردة إلا وأحصاها وحسب حسابها، فهو بالعادة يؤدي دور « أمين الصندوق « ومنهم « الراوي « الذي يحفظ القصائد والقصص والحكايات وقد صيّروه على ما يطلبه الأصدقاء الراحلون، فقد أصبحت ذاكرته تختزل المئات من قصص العشاق لعل من أهمها قصّة « جميل بثينة « وكبيرهم هو أقدرهم ماليا وأنضجهم عند نشوب المشاكل سواء فيما بينهم أو مع الآخرين، فهذا نتاج طبيعي لمنظومة متحركة غير مستقرة تضم مختلف الأذواق و»النفسيات» هذه المجموعة قرروا يوما الذهاب في رحلة استجمام وترويح فحددوا وجهتهم أولا ثم قاموا بعمل حجوزات الطيران للعدد كاملا دون زيادة أو نقصان غير مبالين بأن أحدهم يعاني من « فوبيا الأماكن المرتفعة والطيران « وقد أجبروه أو أجبره ما ينتظره على الرضوخ لوسيلة النقل الحديثة وقبل موعد الرحلة بأربعة وعشرين ساعة جاء الخبر المفاجيء حين تم إلغاء الحجوزات مع أن أحدهم صرخ قائلا لقد ألغيت بفعل فاعل وأصابع الاتهام تشير إلى « ولد جيرانهم النضول « لكن البقية لم يهتموا بالأمر ولم يعيروه بل سعوا على الفور كعادتهم دائما « نشامى ذاهبون لبلاد النشامى « في تدارك الظرف الطارئ، وبعد ساعات قليلة كانوا قد وضعوا الحلول البديلة المناسبة لصاحب « الفوبيا « مع تجهيز كافة المستلزمات الضرورية وغير الضرورية، وبدلا من التوّجه للمطار توجهوا نحو طريق القصيم السريع ثم توقفوا عند محطة للتزوّد بالوقود وبقية الأغراض الخفيفة لمشوار الطريق، وقد قام « من يعشق قصص الغرام « بالذهاب لمحل التسجيلات فاشترى شريطا مخصوصا، وبعد قراءة دعاء السفر وضعه في « المسجل « وإذا بالمغني يصدح بصوت جميل « يا عازمين السفر بكرا ع مطرح الزين شلّوني» أيها الأحبة: « أمانة فهمتوها وإلا ما فهمتوها « الهاء الرابعة حب جديد وقصيدة عشق مجنونه الله يحييك يا حب لفا توّه حب لكله وحبٍ بس لعيونه حبين بأقصي خفوقي بس له هوّه ايه انصتي يا شجون الروح ممنونه جاني رقيق المشاعر ناوي الخوّه