|


فهد الروقي
إنه فريق التحكيم
2012-03-19

ساحتنا الرياضية أصابها البلاء، فقد تغلغلت فيها عدوى خطيرة حتى كادت أن تقع بالجل وليس الكل.. أو ربما أن المصابين بالمرض المعدي " يباهون " بمرضهم حتى بات صوتهم – عفوا ضجيجهم – أقوى من صوت الأصحاء، ولنا في التحكيم " أعراض مرض عضال " هذا عدا أعراض أخرى ليس المجال سامحا ورحبا في التطرق لها ومناقشتها. ولعلنا في الهاءات نتناقش سويا في مسمى " فريق التحكيم " وهو لقب ألصق بالهلال ردحا من الزمن، ولو أنه تخلى من قاعدة " الثابت " في المنافسات والبقية متحركون لذهب المسمى إلى حيث حطت رحلها أم قشعم، ولكنه لم يفعل حتى الآن فالتصق به كالتصاق الظل بصاحبه حتى وإن كانت الشمس قد غربت والمطلقون مجتمعون على حطب السمر بعضهم يجلبه وآخر يقوم بالخدمة فيما البقية يتفرجون حتى ينقضي السامر فيجمعون ما تبقى من فتات الأخبار ويقتنعون بها ثم تسير الركبان بالحديث النشاز. حاليا، ولأن البطولة الأقوى انحصرت بين الشباب والأهلي فقد ظل اللقب يتأرجح بينهما كما يتأرجح الطفل بين غصني شجرة عتيقة بينهما حبل ممدود بين القمة والقاع، فإن كسب الشباب منافسا وحدث لصالحه خطأ تحكيمي وسموه بذلك حتى وإن كانت هناك أخطاء أكثر تأثيرا وقعت عليه، فالقاعدة لدينا أننا لا نؤمن بهذه الأخطاء إن كانت لنا ولا ننظر لها إلا من خلال نتيجة المباراة، فإن انتصر قريب من اللقب حسبناها عليه فقط، وإن فاز الأهلي واستفاد من أخطاء الحكم شوّه فوزه، وإن وقعت عليه فهي حق لا يأتيه الباطل.. وهكذا ستسير الأمور دون علاج مادام من يتصدر المحابر والمنابر هم من يصدّر هذه الثقافة الناقصة والغبية للدهماء من الناس الذين لا يستطيعون بناء رأي مستقل. هذه هي ثقافتنا الرياضية التي تجعلنا نصر على تتبع أخطاء الحكام لنجعل منها متنفسا ومبررا لإخفاق فرقنا المفضلة أو لتشويه انتصارات المنافسين الغرماء، وقد ذهلت يوما عندما شاهدت شبانا يلعبون " البلاي ستيشن " وجلهم يتذمر من التحكيم وهي آلة صماء فكيف بالإنسان المجبول على الخطأ والنسيان ولن أقول ما استكره عليه. الهاء الرابعة عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إن الله تجاوز عن أمتي الخطأ والنسيان وما استُكرهوا عليه) حديث حسن