لعل هناك بارقة أمل في تحسن حال الكرة السعودية من خلال تحسن مستوى المنافسة في أساسها وهو الدوري العام على أعتبار أن ولادة منتخب قوي ناتج عن دوري قوي، وهذا ما لمسناه خلال هذا الموسم الذي اشتدّت فيه المنافسة بصورة مغايرة عن الموسمين الأخيرين اللذين شهدا تفوقاً هلاليّاً غير مسبوق من البداية حتى النهاية وحصر الزعيم المنافسة على المركز الثاني فقط، بل وفي ظل منافسة فقط مع الاتحاد الذي تخلى هذا الموسم عن عاداته السنوية في العقد الأخير بالحضور القوي على صعيد المنافسة على الدوري وهو أيضاً مقياس قوة الفرق وعنفوانها ونفسها الطويل. في هذا الموسم انحصرت المنافسة بين الرباعي الشباب والهلال والاتفاق والأهلي من البداية حتى وصل الثلث الأخير من الموسم فتراجع الاتفاق أولاً ثم أعقبه الهلال بعد أن خسر خمس نقاط في أسبوعين متتاليين جيرها "بنو هلال" على أنها ناتجة عن أخطاء تحكيمية فادحة بدأت بركلة جزاء "مطرف" أمام التعاون ثم هدف ملغي، وجزاء غير محسوب مصحوب بطرد ليفوز الأهلي -وهذا ليس ذنبه فالأخطاء التحكيمية جزء من اللعبة نقرها حين يستفيد منها مالك شغاف القلب وحين يتعرض لها ولا تريث على من أقر بالحق- ليبقى الشباب مع الأهلي في الصراع على اللقب، وقد كان الأسبوع الأخير مثيراً لدرجة كبيرة، فالشباب بالكاد تجاوز الفريق الأكثر تنظيماً في المناطق الخلفية وبعد أن نجح مختار في "فتح" الشباك العذراء والصامد صمود جبل قارة أمام عوامل التعرية في حين أن الأهلي أبقى فارق النقطة واقفاً بعد مباراة "هجر" فيها نجمه الأول عماد بعد البطاقات الصفراء الحارمة، وقدم مع ضيف الأحساء مباراة ماراثونية بطعم الخلاص بعد وجبة "ناجل مشوي" فتقدم الضيوف بالثلاثة لم يمنع تيسير ورفاقه عن البحث عن شباك مصطفى حتى أوجعوها بأربعة، آخرها جاء والوقت يلفظ أنفاسه الأخيرة. ليبقى الصراع مشتداً بين "الأبيضين"؛ وربّما لن يفصل إلا في الجولة الأخيرة التي ستكون بمثابة "اللحام"، فإما تفصل اللقب عن الممسك بزمامه حتى الآن، أو تربطه بالوصيف المستضيف. الهاء الرابعة وأُعرِضُ عن مطاعِم قد أراها فأتركها وفي بطني انطواء فلا وأبيكَ ما في العَيْشِ خير ولا الدنيا إذا ذهب الحياء