|


فهد الروقي
يكفي روحك يا سلطان
2012-03-09

يحتار المتعاطي مع مباراة الهلال وبيروزي في مستهل مشوار «أزرق آسيا» نحو تأكيد وصوله العالمي فالنتيجة وفق محصلة الذهاب والإياب غير جيّدة على اعتبار أن نقاط المكان والمؤازرة يجب ألا يفرط فيها ولكن ثمة معطيات أخرى قللت من فقدان النقطتين، فعلى ظروف المباراة وأحداثها كانت اللقطة «ثلاثية الأحداث» هي نقطة تحوّل كبيرة لصالح الفريق الإيراني فمع أول هجمة خطيرة يحدث ضربة جزاء يعقبها طرد لقائد الفريق ورمانة الدفاع ثم هدف تقدم في وقت صعب التعويض في الشوط الأول حتى كاد الهلال أن ينهار فيما تبقى من الشوط، وبعد الخروج من غرفة تبديل الملابس مرة ثانية حضر «هلال الروح» والتي تجلت واضحة في ثمان وأربعين دقيقة وكأن الهلال مكتمل الصفوف والمنافس يعاني نقصاً حادا حتى أصبح يعتمد على الكرات المرتدة فسجّل الشلهوب هدفا تخصصيا رائعا وضاعت فرص كثيرة لو سجلت واحدة منها لخرج الفريق فائزا ولكنه سوء التوفيق الذي لا علاج منه، ولو أردنا استعراض قوة الروح في الشوط الثاني لاحتجنا لمزيد من المساحة ولكن سنكتفي بتلك اللقطة التي تجلى فيها سلطان البيشي داخل خط الست ياردات والمهاجم الأحمر قميصاً يستعد لإيداع الكرة في الشباك لكن روح سلطان ومهارته بعد توفيق الله مكنته من الارتماء بكامل قوته أمام اللاعب والكرة دفاعاً عن حمى مرماه ليمنع هدفاً وليقع مصاباً لبرهة غير قصيرة من الزمن ولو قدّر للاعب أن يلعب دون نقص لكانت النتيجة غير التي انتهت عليه مع وضع علامة استفهام كبيرة على طريقة تعامل الفريدي مع الكرات التي داخل صندوق المنافس أو على مشارفه في حين أنه في وسط الميدان مجتهد يملك القدرة على قطع الكرات بطريقة فريدة، ثم إن «هاسيك» لا يلام فالأوراق التي بحوزته غير جاهزة بشكل كامل والمدرب الناجح من يخطط لكل شيء ولكل المراحل خصوصاً أنه بات يعلم بنتيجة المنافسين الآخرين في المجموعة ومن الصعوبة المغامرة بلاعبين يحتاجهم للفترة القادمة وهذه ليست مباراة فاصلة تحدد التأهل من عدمه. الهاء الرابعة قال ـ صلى الله عليه وسلم: (مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكره مثل الحي والميت).