في الساحة الكروية المحلية هناك حربان عالميتان الأولى اندلعت مع أول منجز حققه الهلال وما زالت رحاها الطاحنة دائرة لم تهدأ حتى الآن وتتجدد معاركها مع كل صعود أزرق للمنصة من خلال « رجفات حقيقية « تصيبهم فيهرع جزء منهم للمخابئ الأرضية في حين يعد الآخرون العدة لقيام الحرب العالمية الثانية ولكنها حرب باردة تعتمد على المناورات الإعلامية ووفق استراتيجية عنون لها بـ « شوّه الهلال بكل ما تستطيع « ومع أن أسلحتهم المستخدمة بالية وغير مواكبة للتطوّر التقني فهي تشبه « العصملي « مقارنة بالصواريخ العابرة للقارات فكانت البداية بالتحكيم وظلوا لسنوات طويلة يطالبون بالحكم الأجنبي وحين حضر زادت المغانم الزرقاء وبطرق أجمل وأشمل حتى طالبوا برحيله بل واستعانوا بالمحلي هذا الموسم في مباريتي « الكلاسيكو والديربي « وبعد فشل هذه الحيلة توجهوا نحو اللجان فاخترعوا « الكرة الباردة « في القرعة لمقابلة الفرق المتوسطة والصغيرة وحين اكتسح بطولات تبدأ بالقرعة ويمر المنجز من خلال فرقهم توجهوا نحو لجنة الانضباط ومازالوا يحرضونها عليه مع إنه وبلغة الأرقام التي لا تكذب أكثر فريق سعودي تعرّض للعقوبات ـ كل العقوبات ـ فنقلت مبارياته وحرم من جماهيره وغرّم ماليا بل وشملت العقوبات كل المنتسبين له بدءا من رئيسه مرورا بمدير الكرة وقد رحّل مدربوه وألغيت عقود الآخرين واستعين ببعضهم وهم مرتبطون بعقود معه ومع ذلك اتهمت اللجان بأنها « هلالية « فهم يمسكون على الهلالي وصوله للعمل في الاتحادات حتى ولو جاء بالانتخاب بل ولو كان موظفا رئيسه صاحب ميول من فرقهم المفضلة بل الأدهى والأمر أن الساحة برمتها لم تتطرق لأعضاء اللجان وتنسبهم لفرقهم إطلاقا إلا إن كان أزرقا مع إن كل العاملين هم قادمون في الغالب من أندية أخرى وسيظلون على هذه الحال لأن الخطأ ليس في الهلال بل في « المعايير « التي يحكمون بها وينظرون من خلالها فكل المباريات تشهد أخطاء لا ينظر فيها إلا إذا كانت زرقاء وقرارات اللجان لا تناقش إلا حين يكون الخطأ أزرقا وإلا ففي الذاكرة مئات الأحداث ـ هم يعرفونها جيدا ـ تغاضت عنها اللجان لفرقهم المفضلة هاتان الحربان موعودتان بشقيقة ثالثة إن تقدم هلاليا لرئاسة الاتحاد السعودي لكرة القدم فالهلال لم يسلم حين كانت أوهامهم من تقودهم للشعور بمحاباته حتى ومن يملك زمام القرار من أصحابهم إنني أرى أنه من صالح كرة القدم السعودية ألا يترأس الاتحاد هلاليا بل ومن صالح الهلال أيضا وحتى تفهموا كلامي تمعنوا كيف حملوا « ياسر « مسئولية إخفاق المنتخب ولم يتطرقوا لكرة « ناصر « التي لو سجلت لربما تغيرت النتيجة لكنها الحماقة أعيت من يداويها الهاء الرابعة ما فيه داعي بالغرام نتكلّم وما فيه داعي بالمسير نتخاوى ألذ ما في الحب إنّا نتألّم وألذ ما في الجرح إنّا نتساوى