|


فهد الروقي
هاءات ثلاث ـ "لا استقالة ولا دمعة تفيد"
2012-03-01

العمل الناجح مبني على مراحل ناجحة تبدأ من الأساس وتستمر في الصعود إلى الأعلى في خطوات مدروسة ومنظمة تعرف مواضعها قبل أن تضعها وتدرس سبل الوصول وكيفية التخلص من المعوقات المتوقعة وهو أشبه ببناء ناطحة سحاب فإن أردت أن تجعلها قوية متينة فليكن الأساس أولا ثم بقية الأدوار والعكس بالعكس صحيح. هذه المقدمة أسوقها للتخفيف عن " ألم نفسي ونفوسكم " عن مصابنا ظهيرة الأمس بعد أن خذلنا الأخضر كالعادة في وقت كنا ننتظر فيه الفرح بعد أن " هرمنا " بحثا عنه فما فاتنا بالأمس لم نستطع أن ندركه اليوم ولا أي يوم إن نحن بقينا على نفس الأخطاء التي تبدأ من رأس الهرم بالمقلوب وتستمر إلى أصغر شخص في المنظومة مسئولية ودورا حيث الاختلال في الأدوار والمسئوليات مع أن الهرم الوظيفي يستوجب جهة مقررة للبرامج والخطط ومحددة للأهداف وجهة مشغلة لتقوم الجهة الأولى بالإشراف والمراقبة والمحاسبة لكنها ضاعت بين الرئاسة العامة لرعاية الشباب وبين الاتحاد السعودي لكرة القدم حتى والأخير يعلن الاستقالة الجماعية لحين فترة الانتخابات القادمة بعد ثلاثة أشهر وأخشى ما أخشاه أن تكون استقالة لامتصاص الغضب وصرف الأنظار عن الإخفاق الجديد الذي أعادنا للخلف أربعة وثلاثين عاما فمنذ ذلك التاريخ لم نتوقف في المجموعات ونعجز عن الوصول للأدوار المتقدمة حين عادت بنا العجلة للخلف والناس تسير للأمام بفعل أخطاء " إدارية " متتالية بدأت من التأخر في التعاقد مع مدرب قبل بدء التصفيات وانتهت بسوء الاستفادة من متخصصين نفسيين لعلهم يستطيعون تخليصنا من حالة الانهيار الجماعية التي أصابت المجموعة كاملة في الشوط الثاني ولعلهم يدرسون كيف استقبلت شباكنا ثلاثة أهداف متتالية في أقل من عشر دقائق ولماذا خارت القوى فجأة دون سابق إنذار وهم الذين استمتعوا بأجواء " ملبورن " لأكثر من أسبوعين دون إرهاق أو مشاكل صحية إن ما تعرض له المنتخب لم يكن خسارة لقاء ونتحمله ونعتبرها كرة قدم فوز وخسارة إنها انتكاسة جيل وهزيمة مرحلة بدأت خيوطها تتشعب منذ خمسة اليابان وثنائية الأردن ولكن التصحيح لم يأت بعد فما نسمع سوى الوعود ولم نشاهد على أرض الواقع ملامح عمل جاد حتى قال لسان حالنا : " لا جديد لا استقالة تنفع ولا دمعة تفيد " الهاء الرابعة يا زمان العجايب وش بعـد مـا ظهـر كـل مـا قلـت هانـت جــد عـلـمٍ جـديـد إن حكيـنـا ندمـنـا وإن سكتـنـا قـهــر بيـن قلـبٍ عطيـب وبيـن راس عنـيـد لـو تفيـد المدامـع كــان أسـيّـل نـهـر ميـر كثـر التوجّـد والـدمـع مــا يفـيـد