من الواضح لكل المتابعين للساحة الكروية المحلية بأن فريق الأهلي نجح في استغلال نفوذه الشرفي والإداري والأول تحديدا من أجل إعادة الفريق لجادة البطولات بعد أن غاب عنها لسنوات طويلة وقد وجدوا ضالتهم في «التحكيم» فهم يسيطرون عليه بشكل تام فيتحكمون في نوعية الحكام أولا ثم في توجيه الأخطاء لتتحول من تقديرية عفوية إلى مقصودة فجلبت له الانتصارات المتتالية وأضرت بالمنافسين بالذات القريبين من الفريق فالهلال تجرّع المرارة بفقدان خمس نقاط في الدوري ثلاث منها لصالح الأهلي والشباب تعرّض لأخطاء أخرجته من كأس ولي العهد.
مثل هذا الطرح موجود في رياضتنا ولن يزول مادام من يتصدرون المنابر والمحابر يؤمنون بمثل هذه الأمور ويجيرون كل الأخطاء البشرية التقديرية التي لا يمكن بل ومن الاستحالة أن تخرج مباراة كرة قدم في العالم من أخطاء إلى أنها « مقصودة « ومخطط لها بعناية مع إن المنطق والفكر والعقل يؤكدون أن كل الفرق تقع عليها أخطاء وتستفيد من أخطاء وهذه قاعدة ثابتة ومنطقية ولكن السخافة والسفاهة وقمة السطحية أن يتم التركيز على الأخطاء بحسب ألوان الأندية ولو أن هذه الأخطاء حصلت للأهلي وهو بعيد عن المنافسة فلن يتم التطرق لها وستمر مرور الكرام ولكن ولأن الأهلي هذا الموسم يظهر بصورة البطل القريب من التتويج فإنه سيوضع تحت المجهر وسيضخم ما يستفيد منه ويتجاهل ما يقع عليه وهذا النهج يقع فيه الأهلاويون أنفسهم فقد أسقوا غيرهم من نفس الكأس وأصبح مطلوبا منهم أن يشربوا من ذات الكأس الذي مدته أيديهم ذات أخطاء عليهم.
أكتب هذه الأحرف وقلبي يعتصر يريد مني أن أنجرف مع ذات الموجه وأن أسبح في نفس التيار وقد أقنعته أنه لا يسبح مع التيار إلا السمك الميت وأنا معي عقل ينبض بالفكر لا أريده أن يموت أو أن يحشر مع متصدري محابر ومنابر لا يملكون الفكر والعقل وتسيرهم عواطفهم كما تشتهي هي ويظنون أنهم على صواب لأنهم يجدون تأييدا عظيما من الدهماء.

الهاء الرابعة
تصبح على خير يا صوت مزعلني
يفداك ليل الجروح وضيقة أحزاني
لا جيتك بدمعة التوديع جاملني
قل جعلني فدوتك وأحزن على شاني