|


فهد الروقي
رأس مال الهلال
2011-08-16
أعلم يقيناً بأن جماهير الهلال هم السبب الرئيس بعد توفيق الله فيما تحصل عليه الفريق سنوات طويلة حتى أصبح زعيماً بدعم «الزعماء الحقيقيين» هم قبل أعضاء الشرف المؤثرين وغير المتواجدين وقبل الإدارات الناجحة والتي حامت حول حمى النجاح فاقتحمته أو وقفت عاجزة دونه وقبل مجالس الإدارات العاملين والراكنين للكسل والمكتفين بشرف الظهور على الورق الرسمي وفي وسائل الإعلام وقبل اللاعبين النجوم منهم ونصف الاستواء، فهم المحفز الأول لأرباب الأموال في التوجه إليه ورعايته بمئات الملايين، وهم سبب تهافت النجوم في الالتحاق بصفوفه والتنعم بمؤازرتهم والتغني بالصعود لمنصات الذهب بمباركتهم وهم «المقياس» الحقيقي في مؤشره بين الصعود والهبوط، فهم الذين يزفونه للبطولات ويدفعونه بدعم لوجستي وغير لوجستي نحو المنصات حين الانتصارات وهم يزلزلون أركانه بدرجات تفوق مقياس «ريختر» حين الانكسارات فيثيبونه حين الأفراح ويعاقبونه حين الأتراح لا يركنون لاسم أو منصب أو مال أو جاه فالهلال هو الأول والأخير عندهم وما بعده وقبله إلى حيث حطت رحلها أم قشعم ومعيار حكمهم هو مقدار ما يقدم لمعشوقهم الوحيد فمن رغب عنه يرغبون عنه ويمحونه من ذاكرتهم إلى الأبد ولا ينظرون إليه ولو شزرا ومن أخلص له رفعوه فوق رقابهم وأكرموه وأخلصوا له حتى ولو طالت السنون وتقادم الأمد.
ورغم أن الجميع يتغنى بجماهيره ويضعها في مراكز عليا ـ حق لهم ذلك ـ إلا أن خير من قدّر جماهيره هو الهلال فهو ورغم أنه حقق لهم منجزين في الموسم الماضي أحدهما برقم تاريخي يصعب تكراره إلا أنه وخلال الصيف اجتهد وعمل بخطوات سريعة واحترافية فجدد الدماء الأجنبية بأربعة من العيار الثقيل وبجهاز فني وطبي متكامل وصرف على ذلك أكثر من مئة مليون ريال سعودي ومع ذلك لم يكتف بذلك بل إنهم كرموا جماهيرهم بطريقة ليس لها مثيل فلقد اعتبروا الأموال المصروفة والنجوم المتلألئة والبطولات المتحققة ليست رأس مال بل إن رأس المال الحقيقي في نظر الإدارة الهلالية هو «الجماهير» ووضعوهم مصدر الإغراء الوحيد حين التفاوض مع اللاعبين أو المدربين حتى أن الألماني «توماس دول « حين شاهد ست مباريات ماضية مقسمة بين الأفضل والأسوأ لفت نظره «الحضور الجماهيري» بل إن الوحش «عقيلي» ترك الدوري الأسباني بعرض لا يفوق ما يتقاضاه هناك من أجل عدد الأعضاء الجدد الذين أضاءوا صفحته الشخصية في «الفيس بوك» ولقد صدق سامي الجابر حين وصفهم بلسان الحال أنهم «رأس مال الهلال» .

الهاء الرابعة
لو يسام الحسن والتيه بجنيه وريال
ما بقى في سوق غيرك ريال ولا جنيه
كيف أهدك للمقادير وأنت رأس مال
رأس مال ومال والمال ما يعطى السفيه
حافظك حفظي لعيني ورمشي لك جلال
وأنت تشحين بالما وأنا شفي مويه