|


فهد الروقي
حافظوا على الملح
2011-07-06
المتابع الدقيق لواقع الوسط الرياضي يجد أنه «منفر» بشكل كبير ولكل الشرائح حتى وإن كان بعضهم ينطبق على رحيله «إلى حيث حطت رحلها أم قشعم» ومع أن عملية المغادرة قد تؤثر سلباً ولكنه تأثير مؤقت ما تلبث الأمور بعده إلى السير قدماً فهي لا تتوقف على شخص معين مهما علا أو هبط شأنه إلا فئة واحدة لو غادرت ولو بشكل متقطع لاستمر التأثير طويلا وهو تأثير يشمل كل عالم المستديرة بدءا من الجوانب الاستثمارية مرورا بالمستويات الفنية وانتهاء بضخ دم الحياة في الجماد والإنسان.
إن اتحاد الكرة وهو يستعد لإحداث نقلة نوعية في المنافسات السعودية أو الوقوف دونها مطالب بوضع «الجماهير» في خانة الاهتمام، وأن يسعى جاهداً لتسهيل سبل جذبهم للملاعب الرياضية بدلاً من عملية الإقصاء التي تعامل بها حالياً وتبدأ العملية أولاً باحترام إنسانية المشجعين، فالتذاكر يجب أن توفر لهم بطريقة إلكترونية شاملة وسعر معقول ومعرفة لمكان جلوسه وتخصيص أماكن للمدخنين منهم حتى لا يتأذى غير المدخنين منهم بالتدخين السلبي ووضع بوابات للتفتيش الإلكتروني بدلاً من الوقوف الطويل في طوابير ممتدة تحت رحمة رجال أمن جلهم لا يتقن مهارة التعامل مع الجماهير وغالباً ما يكونون متجهمين وشرسين في الحديث والفعل أيضا.
يعقبها الاهتمام الفوري بالمنشآت وتوفير مستلزمات الحاضرين لها بما يليق بهم في المأكل والمشرب وقضاء الحاجات الضرورية فتوفير مطاعم فاخرة ونظيفة ووجبات لذيذة وعصائر وماء بأسعار معقولة ودورات مياه تصلح للاستخدام الآدمي عملية ليست بالصعبة أو المستحيلة هي باختصار خطوات كالتالي: «مناقصة ثم ترسية ثم تنفيذ ثم متابعة العمل بكامل الشروط بمراقبين يخافون الله ويدركون أن العقاب قريب منهم».
أيها الأحبة إن جماهير الكرة هم «ملح الملاعب»، فعلى أصحاب القرار مسؤولية المحافظة عليهم ووضع الملاعب كعوامل جذب لهم بدلاً من أن يتجهوا بعدها لأماكن غير صالحة فيذوب الملح ونفقده ربما للأبد وقد أعذر من أنذر.. والله من وراء القصد.

الهاء الرابعة

شكوت وما الشكوى لمثلي عادة
ولكن تفيض الكأس عند امتلائها