|


فهد الروقي
(بين الجدية والاستهتار)
2011-02-02
كرة القدم لعبة جماعية تعتمد على مجهود كل فرد من المجموعة ومع كل حالة تألق فردية تتألق المجموعة وتصل للهدف المنشود بأسرع الطرق وأحيانا بأجملها في حين أن إخفاق الفرد ينعكس سلبيا على الفرقة فتتعرض ربما لإخفاق
واللاعب يشكل عصب الفريق وهو بالإضافة إلى الموهبة الفنية يجب أن يكون ممتلكا لسمات شخصية تعزز من الموهبة وتدعمها كالقتالية في الأداء والجدية في تنفيذ المهام المناطة وتقود للتألق في حين أن الاستهتار يؤدي للعكس ويقتل الموهبة إن لم يضعفها
هاتان الصورتان المتضادتان وجدتا في مباراة الهلال ونجران بل إنها جاءت على عكس سير اللقاء الذي انتهى برباعية زرقاء نظيفة إلا أنها كانت ربما تزيد وبنسبة كبيرة لو أن لاعب الهلال أحمد الفريدي تخلى ولو قليلا عن (استهتاره) ولن أقول بروده فهو ورغم كل شيء يمتلك قدرات فنية عالية يندر مثلها خصوصا في الفترة الراهنة ولكنه يقلل من تلك القدرات بأسلوب تنفيذها ولقد وضحت الصورة حين تنفيذه لضربة الجزاء – أجمع كل من كان بجواري بأنها ضائعة – في المقابل تجد الجدية والحماس متوفرة ومجملة بشكل كبير للاعبين.
(حماد جي) من نجران و (قاهر العذال) فهما يكملان المهارة وتنفيذ الأدوار بروح وثابة وحضور دائم وتركيز مستمر خصوصا الأول في هذا اللقاء تحديدا فرغم حالة الإحباط التي انتشرت كانتشار النار في الهشيم ببقية المنظومة لفريق نجران ومع ذلك واصل القتالية في حين أن  (قاهر العذال ) ورغم الإصابة التي تعرض لها إلا أنه واصل الركض لحين تسجيل فريقه الهدف الثاني وقرب ضمان النتيجة قام المدرب باستبداله خشية تفاقم الإصابة عليه.
باختصار إن لم يتدارك الفريدي تجاوز حالة الاستهتار التي تعتري عطاءه داخل الملعب خصوصا وأنه مازال صغيرا في السن والقدرة على التغيير مازالت متاحة فإنه سيكتب نهايته بنفسه فالجماهير التي تغنت به كثيرا وأحبته أكثر ستكون لها وقفة صارمة في يوم من الأيام إن استمر.

 الهاء الرابعة
متى يا كرام الحي عيني تراكم
و تسمع من تلك الديار نداكم
أمر على الأبواب من غير حاجة
لعلي أراكم أو أرى من يراكم
سقاني الهوى كأسا من الحب صافيا
ألا ليته لما سقاني سقاكم