ـ يعد مشروع ذهب 2022 خطوة من الخطوات الرائعة، التي قامت بها اللجنة العربية السعودية في مجال إعداد الرياضيين الأبطال قبل أيام.. ولاسيما أننا بحاجة ماسة إلى إنجازات رياضية في المحافل القارية والدولية والأولمبية.. تواكب المنجزات العديدة السابقة التي حققتها مملكتنا الحبيبة في شتى المجالات المختلفة.

ـ الخطوة الأولى في موضوع إعداد الرياضيين الأولمبيين الأبطال، تتطلب إيجاد التخطيط الدقيق وتحديد الأهداف.. ولاسيما أن تنفيذ مشروع إعداد بطل أولمبي ينافس على المستويين القاري والدولي.. والمستوى الأولمبي ليس بالأمر السهل.. وإنما يتطلب خطط إعداد طويلة الأمد، يمر فيها اللاعب بمراحل أشبه بما تكون مراحل صناعة منتج.

ـ فإذا أردنا اختصار الطريق لصناعة بطل أولمبي، وتحقيق إحدى الميداليات الأولمبية، علينا الأخذ في الاعتبار أولاً بنتائج ألعابنا في المشاركات السابقة، وأن نختار الألعاب التي تفوقنا فيها بحكم أننا نعرف أسرارها.. وبالتالي يسهل علينا أن نصنع بطلاً أولمبيًّا في لعبة رياضية سبق أن تفوقنا فيها.. ونستطيع أن ننافس الآخرين فيها بقوة.

ـ ولو عدنا مثلاً إلى المشاركات السابقة لألعابنا ورياضيينا في المحافل الأولمبية والدولية.. فسنجد أننا متفوقون في بعض الألعاب والرياضات.. إذ حققنا في الفروسية ميداليتين برونزيتين: خالد العيد في أولمبياد سيدني 2000م، وأخرى لفريق قفز الحواجز بقيادة الأمير عبد الله بن متعب وزملائه في أولمبياد لندن 2012م".

ـ وفي ألعاب القوى.. حقق اللاعب هادي صوعان فضية في أولمبياد سيدني 2000م، سباق 400م حواجز.. وحقق سعد شداد في بطولة العالم في غوتبورغ السويدية عام 1995 برونزية في سباق 3 آلاف موانع.. وميدالية برونزية في كأس العالم للقارات في جنوب إفريقيا 1998م. 

ـ وفي لعبة الكاراتيه حقق لاعبو المنتخب السعودي للكاراتيه العديد من الميداليات المتنوعة خلال مشاركتهم السابقة في منافسات جولة الدوري العالمي للكاراتيه. 

ــ وهناك إنجازات أخرى.. في لعبة المبارزة، حقق اللاعب محمد الجيزاني بطولة العالم للشباب التي أقيمت في مصر عام 1422هـ، وفي لعبة كرة القدم لذوي الاحتياجات الخاصة حينما حقق المنتخب السعودي لذوي الاحتياجات الخاصة (الإعاقة الذهنية) كأس العالم لكرة القدم للمعاقين ثلاث مرات: أعوام 2006 و 2010 و 2014.

ـ علاوة على الإنجازات القارية والدولية التي حققتها منتخباتنا الوطنية بمختلف درجاتها في لعبتي كرة القدم وكرة اليد.

ـ لذلك.. أتمنى من اللجنة الأولمبية التركيز في مشروع ذهب 2022 على هذه الألعاب، التي سبق أن تفوقنا فيها.. لنواصل تحقيق الإنجازات وحصد الميداليات في هذه الألعاب التي لنا تجارب معها، ووصلنا فيها في سنوات ماضية إلى ملامسة الميداليات في أعلى المستويات الدولية. 

ـ ختامًا.. صناعة بطل أولمبي تأتي من خلال منظومة متكاملة: الأسرة والمدرسة والمجتمع والنادي واتحاد اللعبة وباقي مؤسسات المجتمع"؛ فهو باختصار نظام حياة شامل، يبدأ من مرحلة الانتقاء الأولي للرياضي، باستخدام القياسات الجسمية والبيوميكانيكية والقياسات الفسيولوجية، مرورًا بالانخراط في برامج التدريب الرياضي الطويل، ومن ثم التدريب الخاص برياضيي المستويات العليا، ومن ثم المشاركة والتفوق المتدرج من فئة الناشئين إلى الشباب إلى الأولمبي فالأول، وفي البطولات المحلية ثم الإقليمية والقارية، حتى الوصول إلى البطولات الدولية والأولمبية.