ـ المتتبع لتعامل الاتحاد السعودي لكرة القدم مع أول قضيتين واجههما في بداية عمله.. وهما قضية البرازيلي (إلتون) وقضية الحارس (محمد العويس).. يشعر وكأن هذا الاتحاد لا يوجد لديه نظامي أساسي ولا يوجد لدى لجانه العاملة لوائح معتمدة، ولا تتوافر لهذه اللجان الاستقلالية التامة.
ـ ففي قضية إلتون قام اتحاد الكرة بتشكيل فريق عمل (ليس لديه اختصاص) لدراسة هذه القضية!!.. المضحك أن الدور الذي قام به هذا الفريق (مشكوراً) كان بمثابة دور ساعي البريد.. فهو تسلم ملف هذه القضية من لجنة الاحتراف وقام بتوصيله لإدارة الاتحاد.. وهذا الأخير أعاده للجنة الاحتراف!؟.
ـ اتحاد القدم (الموقر) لم يستفد من الطريقة (الخاطئة) التي تعامل بها في قضية البرازيلي (إلتون).. فهو كرر الخطأ مرة أخرى يوم أن عاد ونهج نفس الأسلوب (من خلال الاعتماد على تشكيل فريق عمل) مع قضية العويس.. وتجاهل اللجان المعنية صاحبة الاختصاص والسلطة في اتخاذ القرار لمثل هذه النوعية من القضايا.
ـ ألا تدرك إدارة الاتحاد السعودي لكرة القدم معنى الاستقلالية التي منحها نظامه الأساسي.. للجان العاملة به.. (وخاصة اللجان القانونية والقضائية).. فالنظام في هذا الجانب واضح وصريح.. ونص على أن (هذه اللجان تتخذ قراراتها باستقلالية تامة، ويجب عليها ألا تتلقى أي معلومات من أي هيئة)، فهي صاحبة الصلاحية والسلطة، وهي من تباشر القضايا وتقوم بالتحقيق فيها، وأيضاً هي من تملك الحق في التوجيه حيالها القضايا التي تخصها، وكذلك هي من تدعو من يلزم حضوره للمناقشة أو النظر، أو إبداء الرأي في القضايا المطروحة دون أن يتمتع بحق التصويت.
ـ اعتماد الاتحاد السعودي على فريقي العمل في قضيتي (إلتون والعويس) ربما يفهم منه أحد هذه الأمور الثلاثة.. الأول: إما تجاهل من اتحاد القدم للجانه المخولة التي لها الاختصاص والصلاحية وصاحبة السلطة واتخاذ القرارات في هذه القضايا.. وعدم تمكينها من أداء مهامها.. كنوع من قصور في فهم المهام واستيعاب الصلاحيات والمسؤوليات.. بما أن هذا الاتحاد جديد وفي بدايات أموره التنظيمية وتوزيع المهام.
ـ والأمر الثاني: أو أنه لم يتجاهل لجانه ولكنه يدرك عدم كفاءتها وقدرتها في حسم هذه القضايا.. ولذا لجأ إلى الاعتماد على أطراف من خارجها وشكل لكل قضية فريق عمل.
ـ والأمر الثالث: أن اتجاهه لتشكيل فريق في كل قضية من قضاياه.. ما هي إلا اجتهاد فقط.. ومن باب الظهور وإطلاع الجمهور بأن إدارة الاتحاد (شوفها تعمل).
ـ عمومًا.. إذا كان تهميش اتحاد كرة القدم للجانه المختصة يعود للسبب الأول.. فهذه كارثة.. فكيف باتحاد يباشر دفة العمل ولديه قصور في جوانب الاختصاصات والصلاحيات.. وإذا كان هذا التهميش يعود للسبب الثاني.. فهي مصيبة.. فكيف سيثق في هذه اللجان في القضايا القادمة، وهو يدرك بأنه لا تتوافر فيها الكفاءة والقدرة في حسمها بالشكل الصحيح.. وإذا كان الأمر راجعًا للسبب الثالث.. فهي نكتة الموسم..
فكيف باتحاد يعمل بعيداً عن اتباع الإجراءات النظامية والقانونية التي نصت عليه أنظمته ولوائح لجانه عند التعامل القضايا والمشاكل الرياضية.
ـ من خلال خبرتي الطويلة السابقة في العمل بأكثر من خمس لجان من لجان اتحاد الكرة، واطلاعي على لوائح اتحاد كرة القدم الحالية.. أرى أن قضيتي إلتون والعويس ليستا من القضايا الصعبة، والعيب ليس في اللوائح كما يردد البعض!!.. فاللوائح الحالية واضحة ونصوص موادها شاملة (بما فيها حالتا إلتون والعويس).. كما أن موضوع حسمهما وإصدار حكم بشأنهما لا يحتاج إلى أشهر.. وإنما يحتاج.. (فقط) إلى من لديه فهم باللوائح ويملك الشجاعة والجرأة ولديه القدرة على اتخاذ القرار.
ـ ختاماً.. علينا أن ندرك أن محمد العويس يعتبر ركيزة من ركائز الكرة السعودية في المستقبل.. والمنتخب السعودي الأول في حاجة إليه الآن.. فيجب حسم قضيته في أقرب وقت ومساعدته على معاودة المشاركة في المباريات بسرعة.. ولاسيما أن الغياب الطويل لحارس المرمى وابتعاده عن أجواء المباريات.. غالباً ما يكون له أثر سلبي كبير على حساسيته للكرة وهبوط مستواه بشكل كبير.. وعودته لمستواه السابق.. تحتاج إلى وقت طويل والاشتراك في عدد كبير من المباريات.. فيا اتحاد القدم احسموا قضية العويس؛ حتى لا يخسر منتخبنا هذا النجم الكبير في باقي المباريات الحاسمة للأخضر في مشواره نحو التأهل لكأس العالم 2018م..