ـ تظهر بعض الأحداث المصاحبة لمبارياتنا (المحلية) فيها خروج (واضح) عن النص .. والملاحظ أنه عندما تتم معاقبة المخالفين (لاعبين أو إداريين أو غيرهم من المشمولين باللائحة) وفقاً للعقوبات المقررة في لائحة الانضباط تخرج أصوات بعضها يؤيد العقوبة والبعض الآخر يرفضها وينتقد ويهاجم اللجنة التي أقرتها وأنظمة ولوائح الانضباط .. وكأنا المسألة باختصار ما هي إلا على قول المثل "ما يمدح السوق إلا من ربح فيه"... باختصار في كل حادثة يكون هناك طرف رابح وطرف خاسر.
ـ فالطرف الرابح في الحادثة (أو القضية) يدافع ويمدح اللوائح واللجان واتحاد الكرة ......الخ، و بعد أيام يكون هو المتضرر(بنفس المخالفة) فتجده ينقلب والوضع يتغير .. فالمدح السابق (يختفي) ويبدأ المطالبة بأقصى العقوبات بل وتصل به الحال إلى التشكيك في الأنظمة واللوائح واتحاد الكرة ولجانه .... الخ.
ـ فهذه التناقضات (الغريبة) مع الحادثة (نفسها) التي تؤيد القرار في فترة و تعارضه في فترة أخرى .. تعد من أكبر المشاكل التي تواجه رياضتنا وتعيق تطور كرتنا... وكأن حال الأنظمة واللوائح تتبدل وتتغير حسب الأهواء والأمزجة.
ـ الطامة الكبرى هي خروج مسؤولي الأندية وبعض النقاد والإعلاميين عبر وسائل الإعلام الرياضي للتبرير عن المخالفين من لاعبي أنديتهم (أو أي شخص آخر ينتمي إليها) على فعله العنيف أو سلوكه المشين ودفاعهم المستميت عنهم...وكأنهم بهذا الدفاع أو التبرير لهذه السلوكيات المسيئة يعزز لارتكابها ويشجع انتشارها بين اللاعبين وغيرهم.
ـ حقيقة .. المشكلة ليست في لوائح وأنظمة اتحاد كرة القدم .. بل أن المشكلة الحقيقة مرتبطة بمستوى ثقافة وتفكير وتعامل البعض من مسؤولي الأندية ورجال الإعلام الرياضي(لدينا) الذين يثرون ويأججون الجماهير دون تقدير لما سيترتب على تصاريحهم وأحاديثهم الإعلامية من آثار سلبية على نشر التعصب و إشعال الاحتقان بين هذا الجمهور المغلوب على أمره.
ـ فمع المطالبة بتطوير الأنظمة التي تساهم في تطور كرتنا والنهوض بها .. إلا أن النظام (نفسه) ضاع بين رغبة التطبيق وقتال الرفض في زحمة صراع التنافس والتعصب الرياضي بين أنديتنا المحلية... والسؤال المهم هنا .. كيف نتطور إذا كان الوضع سيستمر على هذه الحال (مرة نطالب بتطبيق النظام عندما يكون على المنافسين .. ونعارضه عنما يكون على نادينا) ؟
ـ عموماً ... يبقى تطور الفكر واحد من أبرز التحديات التي تواجه كرة القدم في أي بلد ... لذلك علينا أن نرتقي بفكرنا وتعاملنا وتعاطينا مع أحداث المباريات ... فنحترم المنافسين ونحترم الأنظمة .. ولا نذهب بنوايانا وتصرفاتنا خارج إطار حدود كرة القدم المعروفة.
ـ ولا ننسى بأن كرة القدم هذه اللعبة المثيرة تحكمها أخلاق وقيم ومبادئ شريفة قبل أن تحكمها لوائح وأنظمة... فعلينا أن نتحلى بالروح الرياضية ونتعامل في حدود إطار التنافس الشريف (المعروف) ولا نجعل الكرة وسيلة للبغضاء والفرقة والتناحر .. خاصة وأننا أبناء شعب مسلم واحد يحكمنا (قبل كل شيء) ديننا الحنيف وعادتنا وقيمنا الإسلامية وليس أنظمة ولوائح بشرية... وعلينا أن نراقب الله في السراء والضراء في كل تصرفاتنا وتعاملاتنا قبل كل شيء و نتذكر بأننا لو نجينا من عقوبة في لائحة بشرية مبينة على تقرير حكم أو مراقب مباراة .. فلن نفلت من عقوبة يوم الأخرة!!. لأنه سيأتي يوم الكل فيه سيسأل ويحاسب عن ماذا فعل طوال حياته؟ (في جده ومزحه .. في لهوه ولعبه ..).
ـ صراحة.. التعامل الحاصل(الآن) داخل وسطنا الرياضي وما وصلت إليه حال جماهيرنا الكروية من تعصب وتطرف كروي لشعارات الأندية .. أخشي أن يصل بكرتنا إلى أن تصبح وسيلة للفرقة بين شباب وطننا .. وهذا ما أخشاه!!.
ـ فإذا أردنا حل مشكلة التعصب الرياضي بين جمهورنا الحبيب وتحقيق التقدم والتطور السريع لكرتنا .. فعلى الرئاسة العامة لرعاية الشباب إعادة النظر في معايير اختيار العاملين في إدارات الأندية وأيضا على وزارة الثقافة والإعلام مراجعة ضوابط اختيار الضيوف وكل ما يطرح عبر وسائل الإعلام الرياضي مع محاسبة المتجاوزين بحزم. والله من وراء القصد.