ـ التفاعل الكبير الذي شاهدناه في خليجي 22 من المسئولين والاعلام ومن كافة اطياف الشعوب في البلدان الخليجية مع احداث ومباريات هذه البطولة بالإضافة إلى الزخم والتغطية الاعلامية الهائلة التي صاحبتها... هما الشاهد الأول والدليل الاقوى الذي كشف قيمة هذه البطولة واهميتها.. وهذا في حد ذاته ابلغ رد على الذين دائما ما يقللون منها ويهمشونها ويطالبون بإلغائها... الطامة الكبرى والامر المخجل مع الاسف.. هو ان الذين طالبوا بإلغاء هذه البطولة هم من أكل الجو فيها... بتواجدهم في كل مبارياتها ووظهورهم في جميع فعاليتها المصاحبة.
ـ النقد القاسي لهذه البطولة من بعض النقاد بالإضافة إلى التصاريح (اللاذعة) لبعض مسئولي المنتخبات.. كالتصريح الذي اطلقه رئيس الاتحاد العماني تجاه الحكم مرعي عواجي.. وكذلك تصريح الشيخ احمد الفهد تجاه احمد الخميس والاتحاد السعودي لكرة القدم.... غالبا ما تفرز العديد من التأثيرات السلبية التي لا تخدم الكرة الخليجية.. بل انها اشبه تكون مثل نار الفتيل... تشعل التوتر وتولد المشاحنات بيننا كخليجين... فآمل التعامل مع مثل هذه التصريحات الحادة تجاه الحكام او تجاه أي شخص اخر بما هو موجود في اللوائح والانظمة, وأطالب بمحاسبة كل من يسيئ ويتجاوز الخطوط الحمراء...
ـ الملاحظ في هذه البطولة عبر تاريخها الطويل... أن سيناريو التحكيم يتكرر في كل نسخة من نسخها السابقة.. فدائما ما يكون الجانب التحكيمي هو الهاجس المخيف لمعظم المنتخبات المشاركة..والدليل التصريحات التي شنها (مبكرا) مسئولو المنتخبات بعد مباريات الجولة الاولى من هذه البطولة... الا ان تصريح خالد البوسعيدي رئيس الاتحاد العماني نائب رئيس لجنة الحكام بالاتحاد الاسيوي يبقى التصريح غير المقبول على الاطلاق وامر مستغرب من رئيس اتحاد ومسئول في لجنة الحكام بالاتحاد الاسيوي!! فكيف بمسئول عن الحكام في اسيا ينتقد عبر وسائل الاعلام احد حكامه؟ (بصفة ان حكمنا السعودي مرعي عواجي احد حكام النخبة الآسيويين) فلا ادري ماذا سيقول نائب رئيس لجنة الحكام الاسيوية عندما يكلف الحكم مرعي عواجي في أحدى مباريات المسابقات القارية.. وهو يقول عنه انه لا يستحق الشارة الدولية!!.
ـ انا هنا لا أبريء التحكيم من الاخطاء في هذه البطولة.. فالأخطاء التي حدثت في بعض المباريات السابقة كانت فادحة ومؤثرة في النتائج.. فمثلا.. هناك عدم رضا من العمانيين عن اداء حكمنا مرعي عواجي.. وهناك.. استياء كبير من أداء حكم المباراة الافتتاحية الأسترالي بنجامين ويليام الذي أدار مواجهة السعودية وقطر، وايضا مباراة الكويت والعراق لاقت غضبا شديا وسخطا كبير على التحكيم.. فالأخطاء التي حدثت في هذه المباراة... فضيحة؟! فالحكم السلوفيني (سكومينا دامير) أغفل احتساب ضربة جزاء مستحقة للمنتخب العراقي في الشوط الأول واحتسب هدف المباراة الوحيد(هدف الفوز) للمنتخب الكويتي وهو ناتج عن حالة تسلل!!.
ـ فالمستوى التحكيمي (المتواضع) الذي ظهر به بعض الحكام في مباريات خليجي (22) واعتذار الحكم الأسترالي (بنجامين ويليام) عن الاستمرار في البطولة, واستبعاد الحكم السعودي مرعي عواجي من البطولة بقرار من اللجنة الفنية.. حقيقة.. جوانب تكشف قصورا في الاستعدادات التحكيمية للبطولة بشكل عام وضعف اختيار الحكام الخليجيين المرشحين لها!!.لذلك لا بد من وجود لجنة حكام دائمة للبطولة تكون مسئولة عن ترشيحات الحكام وجميع الشئون التحكيمية.
ـ والمستغرب في هذه البطولة التي دائما ما تشهد جميع مبارياتها تنافسيا شرسا ونوعا من الحساسية الزائدة بين المنتخبات المشاركة.. هو عدم الاستعانة بحكمين خلف خط المرمى.. لتقليل الاخطاء التحكيمية... فلو تم تطبيق ذلك ستنتهي العديد من المشاكل..كمشكلة تجاوز الكرة لخط المرمى ومشكلة منع الكرة باليد من دخول المرمى أو تسجيل هدف باليد وايضا سيقضي على مشاكل الأخطاء التي تحدث داخل منطقة الجزاء كاحتساب أو عدم احتساب ركلة جزاء وحالات التمثيل وغيرها.
ـ ولأهمية هذه البطولة التي اصبحت بالفعل جزء من موروثنا الخليجي.. فإنني أرى ضرورة تحويل اللجنة التنظيمية لكرة القدم بمجلس التعاون لدول الخليج العربي إلى اتحاد اقليمي(اتحاد خليجي) يكون مسئولا عن تنظيم هذه البطولة وادارة شؤونها... تحت مسمى اتحاد الخليج العربي لكرة القدم مع ضم البلدين الشقيقين العراق واليمن في عضويته... مما يوفر ذلك متطلبات النجاح لهذه البطولة وبقية البطولات الخليجية الاخرى.