لو نظرنا إلى واقع البلدان الأوروبية ودول أمريكا الجنوبية التي طبقت الاحتراف .. نجد أن الاحتراف ساهم في تطورها وتقدمها كرويا .. بل إنه أيضا ساهم في نقل مدربي ولاعبي هذه البلدان للاحتراف الخارجي وانتشارهم في قارات العالم .. كالبرازيليين على سبيل المثال والتي لا تكاد دولة من دول العالم تخلو من وجود لاعب أو مدرب برازيلي .. ودول أوروبا والبلدان الخليجية أقرب الشواهد على انتشارهم.
ـ أما لدينا في المملكة لم يحدث ذلك.. فرغم أن الاحتراف مطبق لدينا منذ حوالي عشرين عاماً (تقريبا) إلا أن نتائجنا في تراجع .. فها نحن نغيب عن نهائيات كأس العالم في 2014 وقبلها في 2010 بعد أن كنا متواجدين لأربع مرات متتالية من 94م وحتى 2006م، ومدربونا ولاعبونا لم نرَ أحدا منهم له تجربة احترافية ناجحة في الخارج.
ـ وطالما أن نتائجنا في تراجع ولاعبينا ومدربينا لم نرَ لأحد منهم نجاحاً في تجربة بالخارج.. إذاً لا بد من تقييم احترافنا.. تقييماً دقيقاً.. لا سيما وأن معظم أنديتنا بسبب الاحتراف غارقة في ديون كبيرة وعليها أعباء مالية باهظة لا تستطيع تأمينها من الاعانات الحكومية وعقود الرعاية والمداخيل الأخرى.
ـ لذلك لابد من إيجاد بعض الحلول التي تجعل الاحتراف أكثر فائدة .. وذلك من خلال .. ضبط الأمور المالية (بهدف تخفيف المصاريف على الأندية) كأن يكون هناك سقف أعلى لرواتب اللاعبين المحترفين يتم تحديده بناء على معايير معينة تحددها لجنة الاحتراف مع التزام الأندية بتطبيقها .. كعطاء اللاعب في الملعب طوال مباريات الموسم وانضباطه ومشاركاته مع المنتخبات الوطنية وعمره ومستواه ..الخ.
ـ وكذلك الاستفادة من الاحتراف في تطوير مهارات اللاعب وقدراته وارتفاع مستوى أدائه بالشكل الذي يتناسب مع الأداء المعروف عن اللاعب المحترف.. مثل حال اللاعبين المحترفين في أوروبا والبرازيل والأرجنتين وغيرها... وليس كحال لاعبينا المحترفين والذي نجد أن غالبيتهم محترف بالاسم فقط.
ـ لذلك أتمنى .. تقويم تجربة الاحتراف (لدينا) وقياس نتائجه بعد مضي (20) عاما من التطبيق .. وذلك من خلال تقييم واقع الاحتراف المطبق في أنديتنا الآن، والتعرف على مدى تأثيره على المستوى الفني للاعب السعودي، وتأثيره على نتائج أنديتنا في المشاركات الخارجية وأيضا نتائج منتخباتنا الوطنية في البطولات الإقليمية والقارية والدولية.