ـ مع نهاية مباريات الملحقين الأوروبي والإفريقي والمواجهات ما بين أوروغواي والأردن، والمكسيك ونيوزيلندا (في الاسبوع الماضي) انتهت رحلة الوصول لنهائيات كأس العالم 2014م واكتمل وصول المنتخبات الـ(32) المشاركة في نهائيات كأس العالم القادمة بالبرازيل (2014) .. ومن خلال استعراض اسماء هذه المنتخبات ...يكاد يكون هناك شبه غياب تام للمنتخبات العربية عن هذه التظاهرة التي تجمع أكبر وأعرق المنتخبات العالمية من جميع قارات العالم.. ما عدا المنتخب الجزائري الشقيق (ممثل العرب الوحيد في المونديال وللمرة الثانية بعد ان كان حاضرا في 2010 في جنوب افريقيا). ـ مرة اخرى يصاب الشارع العربي بخيبة امل في المونديال .. كيف لا؟ والتمثيل العربي لم يكن الا بمنتخب واحد .. بعد أن كان الحضور العربي في نهائيات كأس العالم من مونديال 1982م إلى 2006م بمنتخبين بل و ثلاثة منتخبات مثلما حصل في نهائيات 94و98 يوم أن تواجد فيها 3 منتخبات عربية. ـ الغياب العربي عن المونديال المقبل (بالبرازيل) .. حقيقة امر مؤلم.. لا سيما وان طموحنا كعرب هو أن نحافظ على تواجدنا في النهائيات، وأن يكون هناك من أربعة إلى خمسة منتخبات على الأقل في المونديال.. خاصة و أن هناك منتخبات عربية عريقة (متمرسة) سبق أن خاضت تجارب قوية ووصلت لمونديالات عديدة كالمنتخب السعودي والمنتخب التونسي والمغربي والذين تواجدوا لأربع مرات، وأيضا المصري والمنتخب الجزائري الذي يشارك (للمرة الرابعة) في المونديال القادم... عموما هذا التراجع في تواجد المنتخبات في نهائيات كأس العالم مؤشر يثبت بأن مستوى الكرة العربية في تراجع. ـ تراجع الكرة العربية وعدم مجاراتها للمنتخبات العالمية يعود في الواقع إلى بعض الامور من ابرزها.. ـ ضعف التخطيط في الاتحادات العربية (الوطنية) بشكل عام والاتحاد العربي على وجه الخصوص. ـ ضعف في بناء المنتخبات وعدم اعتمادها على اسلوب البناء الطويل التي يبدأ فيها بناء اللاعب في المستوى الدولي من منتخب الناشئين ثم الشباب واكسابه العديد من الخبرات من خلال فرص الاحتكاك والمنافسة في المنتخب الأولمبي ليصل(بثقة) في المنتخب الأول لمرحلة التفوق وتحقيق البطولات والإنجازات على المستوى القاري والدولي. ـ غياب الاحتراف في معظم البلدان العربية .. وضعف مستوى الاحتراف المطبق الآن في البلدان العربية القليلة التي تعمل به. ـ توقف معظم البطولات واللقاءات العربية، وهذا الموضوع الذي يجب أن يؤخذ في الاعتبار.. وهذا هو السر الخفي خلف التفوق السابق للمنتخبات العربية و ايضا الحكام العرب مهما حاولنا تجاهل ذلك... فارتفاع المستوى والتطور للاعب والفريق وأيضا الحكم (العربي) يتطلب ويحتاج للاحتكاك في مباريات تنافسية وليس مباريات ودية، وهذا لن يتحقق مع منتخبات أوروبية أو منتخبات عالمية أخرى من أمريكا الجنوبية أوغيرها، ولكن بإمكاننا كعرب توفيرها من خلال إعادة صياغة بطولاتنا العربية بتنظيم بطولات جديدة للأندية والمنتخبات.. مع التركيز بشكل مكثف على بطولات فرق الناشئين والشباب على مستوى الأندية والمنتخبات. فدورة الخليج (على سبيل المثال) كان لها فضل كبير في وصول منتخبات الكويت والعراق والسعودية والإمارات إلى نهائيات كأس العالم. ـ الكرة العربية لن تعود إلى توهجها إلا من خلال عودة المسابقات والبطولات العربية والمشاركة فيها بفاعلية من قبل جميع الفرق (منتخبات واندية) .. وايضا الاهتمام ببرامج اتحادنا العربي(في المرحلة المقبلة) بمساهمة فاعلة من جميع الاتحادات العربية .. فتطوير الكرة العربية لن يتحقق الا من خلال اعتماد العرب على أنفسهم .. لذلك لابد ان يدركوا بان التفافهم والتقائهم مع بعض هو الخطوة التي يمكن من خلالها إعادة الكرة العربية إلى سابق عهدها. والله ومن وراء القصد.