ـ بما أن أنديتنا المحلية تقيم معسكراتها الإعدادية في هذه الأيام .. سنتناول في مقال اليوم الحديث عن هذه المعسكرات وأبرز الملاحظات عليها. لاسيما أن مرحلة الإعداد تعتبر بمثابة الأساس الذي يعد اللاعب لمواجهة وتحمل المباريات والمنافسات ...كما أن هذه المرحلة تأتي في غاية الأهمية في البرنامج التدريبي طوال الموسم .. خاصة أنه يتوقف عليها نجاح الفريق ومدى استمراره في المباريات وظهوره بالمظهر المشرف... فالفريق الذي يعد بطريقة صحيحة يكون في مرحلة المباريات أكثر استعدادا وتفوقاً..وبالتالي يحرز نتائج أفضل من الفرق التي لم تهتم بإعدادها بالشكل الصحيح. ـ نعود لمعسكرات أنديتنا الحالية ونجد أن من أبرز الملاحظات عليها .. هو غياب التخطيط الدقيق الذي يجب أن يراعى عند تنفيذها .. والدليل أن بعض الأندية تجاهلت العامل الزمني ولم تعطه أي اعتبار .. سواء عند تحديد فترة الإجازة السنوية للاعبين أو عند تحديد فترة المعسكر .. فهناك بعض الأندية أقام معسكراً قبل انطلاقة الموسم بشهرين. ـ وأيضا غاب التخطيط الخاص بتوزيع أحمال التدريب ومحتواه عند تنفيذ مراحل المعسكر .. فهناك أندية لعبت مباريات ودية في الأسبوع الثاني والثالث من المعسكر.. بمعنى آخر أن هذه الأندية لم تلتزم بالمبادئ الأساسية للتدريب (التكيف والتدرج في توزيع الحمل البدني على اللاعبين) في تنفيذ المعسكر بما يتوافق مع طبيعة العمل الفسيولوجي للاعبين. ـ عموما الوقت الطويل للمعسكر قد يكون له بعض الفوائد الإيجابية .. إلا أن سلبياته أكثر .. من أبرزها زيادة الإجهاد وزياد في العبء البدني على اللاعبين والملل ...الخ. ونجد في نهاية المطاف أن هذه الأمور دائما ما تتسبب في سرعة تعرض اللاعبين للإصابات. ـ المبادئ الفسيولوجية مهما كان الأمر لابد أن تراعى في مرحلة الإعداد الأولى بهدف تحقيق استجابة أجهزة أجسام اللاعبين للتغيرات الفسيولوجية التي تحدثها التمارين والتدريبات البدنية واللياقية .. لا سيما أن الغرض الأساسي في مرحلة الإعداد هو رفع لياقة اللاعبين البدنية (القوة .. التحمل.. السرعة.. المرونة.. المهارة) وإعدادهم إعداداً بدنياً كاملاً، كذلك المساهمة في إعدادهم إعداداً فنياً من حيث المهارات الأساسية وتنفيذ خطط اللعب. ـ ولو نظرنا إلى التنفيذ الصحيح لمرحلة الإعداد.. نجد أنه غالبا ما يتم على أربعة أقسام: القسم الأول: لابد أن يراعى التدرج في التدريب ويؤدى خلاله تدريبات (التحمل) كالجري الخفيف والتمرينات الخاصة بتنمية القوة العضلية. وفي القسم الثاني من مرحلة الإعداد: تزيد الشدة عن طريق الإقلال من فترات الراحة والاستمرار في أداء التمرينات التي تزيد القوة العضلية. وفي القسم الثالث: تقلل تدريجياً تمرينات القوة وتزداد تدريبات السرعة ..كتدريبات الجري واللياقة البدنية التي تزيد السرعة وقوة التحمل بجانب الألعاب التي تمهد كرة القدم ..مع التركيز في هذا القسم على النواحي الفنية والمهارات الفردية والتكتيكية بجانب تدريبات اللياقة البدنية التي تساعد اللاعب على تنفيذ الحركات المختلفة اللازمة لأداء المهارات الفنية. وفي القسم الرابع: يراعى التركيز على النواحي الفنية والتكتيكية مع تدريبات اللياقة البدنية مع أداء المهارات الفنية والتكتيكية التي تركز على توفير القدرات البدنية المختلفة التي تؤهله للاشتراك في المباريات.. مع لعب بعض المباريات الودية. ـ من أهم ما يجب القيام به خلال مرحلة الإعداد بعض الأمور، يأتي في مقدمتها إجراء الفحص الطبي لجميع اللاعبين، توفير الراحة الكافية والغذاء المناسب الذي يساعدهم في تحمل المجهود الكبير الذي يبذلونه طوال المعسكر، كما يجب الاهتمام بالناحية الترويحية للاعبين خلال المعسكر، وكذلك تزويدهم بالمحاضرات التثقيفية في جميع الجوانب التي تهمهم، والأهم هو إشراك جميع اللاعبين في المباريات الودية ..بهدف التعرف على مستوياتهم الحقيقية حتى يتم الوصول للتوليفة المناسبة التي ستمثل الفريق في المباريات الرسمية.