تحدث في بعض المباريات خشونة أو عنف أو بعض التصرفات أو التجاوزات .. أو أي نوع من أنواع الشغب كاستخدام القوة وإشاعة الفوضى والتخريب والإخلال بالأمن في المباراة... سواء من قبل اللاعبين أو من المدربين أو الإداريين أو من الجماهير، مما ينتج عنها(أحيانا) أضرار أو خسائر في الممتلكات... وهنا يبرز دور حكام المباراة وسلطتهم القانونية التي منحت لهم بهدف التعامل مع هذه السلوكيات الخاطئة والمحافظة على سلامة المباراة وتسيير دفتها وإخراجها إلى بر الأمان. ـ حكم المباراة (حسب ما نص عليه قانون لعبة كرة القدم) هو المسؤول الأول عن سلامة الإجراءات وتطبيق القوانين قبل وأثناء وبعد المباراة .. وله الحق في معاقبة المخالفين ... سواء لاعبين أو إداريين أو فنيين وكذلك الجمهور فهو صاحب الكلمة الأولى في إصدار العقوبات الفورية وكذلك في كتابة تقرير بنتيجة وأحداث المباراة... لذلك مهمة الحكم حساسة .. فالتهاون أو الخطأ منه دائما ما يؤدي إلى مشاكل كبيرة. ـ وبما أننا في عصر الاحتراف والكل حريص على أخذ حقوقه ويطالب بها... لذلك يجب على كل حكم معرفة دوره وواجباته ومسؤولياته والقيام بها على أكمل وجه.. بهدف نجاح المباراة (أولا) وحفظ حقوق الأطراف (ثانيا).. و أي حكم يحدث منه تقصير في مهمته يجب أن يحاسب. ـ فالأخطاء التحكيمية القاتلة في المباريات أصبحت غير مقبولة على الإطلاق .. كما أنها هي الشرار التي دائما ما تتسبب في إثارة الجمهور وإحداث العديد من المشاكل.. بل إنها أحد الأسباب الرئيسية في اهتزاز الثقة في الحكام والتحكيم ومعها تتولد المخاوف التحكيمية... عموما تقليل حدوث الأخطاء القاتلة للحكام في مباريات كرة القدم ... يتطلب: ـ إيجاد نوعية من الحكام الأقوياء (الذين يمتلكون سمات ومواصفات وقدراتهم تمكنهم من تحقيق النجاح بدرجة عالية وأخطاؤهم بسيطة وغير مؤثرة). ـ وأيضا عن طريق الاعتماد على بعض الأساليب الحديثة (التي تساعد الحكام وتمكنهم من اتخاذ القرار الصحيح) ... كالعمل بالأطقم التحكيمية واستخدام أجهزة التواصل والحكم الخامس. ـ وأخيرا .. لا ننسى أن الحكام يواجهون ضغوطات عديدة كما أن عليهم مسؤوليات كبيرة .. فمهما عمل من أساليب تطويرية لهم... ولإيجاد الحكام الأقوياء فإن الهواية في هذا المجال تبقى غير كافية لإعداد حكام يحققون النجاح في مباريات المحترفين .. بل إن الاتجاه لـ (احتراف الحكام) أصبح ضرورة يتطلبها نجاحهم في مباريات اللاعبين المحترفين.
