ـ المتتبع للطرح الإعلامي في الآونة الأخيرة .. يلاحظ أن هناك خروجا فاضحا عن القيم والأخلاق والمبادئ الإعلامية وأعرافها المهنية .. والدليل هو التطاول على الآخرين والشتيمة والتهكم والسخرية بهم .. التي شاهدناها وسمعناها في معظم وسائل إعلامنا الرياضي .. وخاصة الإعلام الفضائي .. وأيضا في الإعلام الشخصي بمختلف أشكاله كتويتر .. في الأشهر الماضية. ـ والمؤسف أن التجاوزات والشتائم في هذا العام.. أصبحت ظاهرة(سلبية) بدأت تطغى في الطرح والنقد الإعلامي ... لذلك لابد من إيقافها واجتثاث جذورها حتى لاتكون أهم ثرواتنا (وهم الشباب) في حالة من التباغض والتنافر والاختلاف. ـ الجميل أن رسالة الأمير نواف بن فيصل الرئيس العام لرعاية التي وجهها للشباب قبل يومين .. جاءت في التوقيت المناسب .. فقد كشف الواقع الحقيقي للشباب في هذه الأيام حينما قال إنه يعرف أن الكثير منهم يحب الانتقاد لكل شيء وفي كل مجال من المجالات .. سياسي أو علمي أو اقتصادي أو طبي أو رياضي...الخ، سواء كان هذا الشاب الذي ينتقد مختصاً في المجال أو لم يكن.. عموما النقد من حقه إذا كان بهدف طلب التطوير بما يخدم المصلحة العامة للوطن بشرط أن يكون وفقا لمعايير النقد الهادف. ـ أما النقد الذي فيه خروج عن المبادئ والأمانة، أو النقد المتضمن التشكيك في النزاهة والذمم .. ما هو إلا عمل يحيق بصاحبه الذنب والإثم... وخاصة إذا كان عن تقصد أو تربص.. وهذا الذي يجب أن يضعه نقادنا ورجال إعلامنا وشبابنا في عين الاعتبار.. قبل أن يوجهون النقد (المسيء) عبر وسائل الإعلام المختلفة (بما فيها وسائل التواصل الاجتماعي الشخصية).. خوفا من الله عز وجل أولا.. وثانيا من باب احترام الآخرين ومراعاة مشاعرهم في المجتمع وفي مجال عملهم وأمام أولادهم وأهاليهم. ـ رسالة نواف احتوت على العديد من مضامين النصح والإرشاد والتوجيه لشبابنا.. كالحرص على طاعة الله وإرضاء الوالدين والبعد عن المخدرات والمسكرات وقضاء وقت فراغهم في تطوير قدراتهم الذاتية بأي نوع من الدورات أو البرامج التي تطورهم، وأيضا الوصول إلى أعلى درجات التعليم والتواصل مع المسؤول أي كان لاسيما أن توجيهات ولي الأمر لجميع المسؤولين تتضمن ضرورة استقبال الجميع والسماع منهم وإنفاذ رغباتهم. ـ كما حملت رسالة أمير الشباب حث شباب هذا الوطن على البعد كل البعد عن الهجوم والتطاول على الآخرين والإساءة لهم باستخدام مواقع التواصل الاجتماعي.. أو أي وسيلة من وسائل الإعلام الأخرى .. سواء كانت مرئية أو مسموعة أو مقروءة. ـ فشكرا للأمير نواف بن فيصل على هذه الرسالة التوجيهية (الأبوية) ونتمنى من كافة شبابنا الاطلاع عليها وقراءتها وفهمها جيدا والعمل بما جاء فيها من نصح وإرشاد بهدف طاعة رب العالمين وطاعة ولاة الأمر ثم حب الوطن والدفاع عنه. والله من وراء القصد.