المبادرة التي أقدمت عليها شركة "ركاء" القابضة الراعي الرسمي لدوري الدرجة الأولى للمحترفين (مؤخرا) من خلال تكفلها بدفع (120) ألف ريال سنويا لكل نادٍ يتعاقد مع مدرب وطني حاصل على شهادة "البرو" الدولية في التدريب .. تعد خطوة رائعة تحسب لهذه الشركة.. والأجمل أنها جاءت في هذا الوقت الذي فيه تجاهل كبير للمدربين الوطنين من قبل أنديتنا بمختلف درجاتها .. وهذا هو الواقع فها هم المدربون الوطنيون مغيبون عن الأجهزة الفنية سواء أندية زين للمحترفين أو أندية الدرجة الأولى (أندية دوري ركاء) والثانية وحتى الثالثة وعلى مختلف الفئات.. الفريق الأول والأولمبي والشباب والناشئين.. وإن وجد أحد في بعض الأندية فالنسبة لا تتعدى واحد بالمئة. ـ حقيقة هذه المبادرة (الرائعة) من شركة ركاء تعتبر نوعاً من الدعم القوي الذي يحتاجه المدرب الوطني.. فهو بمثابة الفرصة له ليقدم نفسه وما لديه على أرض الواقع داخل أنديتنا المحلية .. فنتمنى من مدربينا الوطنيين استغلال هذه الفرصة وإثبات أنفسهم وأنهم في مستوى المدربين الأجانب بل والأفضل منهم. ـ الجميل في هذه التجربة أنها ستطبق في أندية الدرجة الأولى وهذا ما سيوفر المناخ المناسب لنجاحها.. على اعتبار أن الضغوط الجماهيرية تكون أقل مقارنة بالضغوط التي تواجهها أندية زين ومدربيها. ـ الدعم المالي من قبل شركة ركاء من المؤكد أنه سيحفز أندية الدرجة الأولى للتعاقد مع المدربين الوطنيين كما سيحفز المدربين الوطنيين على تطوير أنفسهم والحصول على شهادة "البرو" الدولية في التدريب، لا سيما وأن الحصول عليها شرط أساسي للتعاقد. ـ اشتراط التعاقد مع المدرب الوطني بحصوله على حاصل على شهادة "البرو" الدولية في التدريب سيدفع المدربين (لدينا) غير الحاصلين على هذه الشهادة إلى السعي لتطوير أنفسهم والحصول عليها .. وهذا دافع قوي لتطوير المدربين .. لاسيما وأنهم عرفوا بأن هناك فرصة ستمنح لمن لديه مؤهلات تدريبية عالية.. وأيضا دعم للأندية للتعاقد معهم. ـ عموماً هذه الخطوة من ركاء ستبرز لنا كفاءات تدريبية .. نتمنى من الأندية ولجنة شؤون المدربين باتحاد القدم ورابطة المحترفين دعم هذه الفكرة .. لكي نرى المدرب الوطني يحقق النجاحات مع أنديتنا ومنتخباتنا الوطنية .. ولعل النجاح الذي حققه خليل الزياني والجوهر والخراشي والقروني في فترات سابقة شاهد على توافر الكفاءات التدريبة لدينا .. ولكي يتم خلق جيل جديد من المدربين فلا بد من توافر الفرصة الكاملة للمدرب الوطني لممارسة التدريب ميدانياً وهذا ما سيتم بمشيئة الله مستقبلا مع تطبيق هذه الخطوة الإيجابية من ركاء. ـ وختاماً .. علينا أن ندرك أن تطوير مستوى اللاعبين (بشكل خاص) والجانب الفني بلعبة كرة القدم (بشكل عام) مهما تم حياله من عمل .. إلا أنه يبقى مرتبطاً بشكل رئيسي بتوافر مجموعة كبيرة من المدربين على مستوى فني عالي.. أيضا لا ننسى أن تطوير مجال التدريب في معظم البلدان المتطورة كروياً كان خلفه المدربون الوطنيون... ونحن نريد أن نسير في هذا الاتجاه حتى يتوافر لدينا نخبة من الأسماء التدريبية الوطنية وإعطائهم فرصة للعمل في مختلف الأندية الرياضية لدينا (والبالغ عددها 153 ناديا) كخطوة أولى ومن ثم اختيار الكفاءات المتميزة منهم للعمل في الأجهزة الفنية للمنتخبات الوطنية كخطوة لاحقة.