|


فهد القحيز
العرب والعودة للمونديال
2012-06-25

ـ في هذه الفترة التي تشهد فيها بعض الدول العربية العديد من المشاكل الأمنية والسياسية.. فإننا كعرب بحاجة ماسة إلى اللقاءات (أياً كان نوعها سياسية أو ثقافية أو رياضية) أو أي تجمع عربي آخر يقرب ويعزز أواصر الأخوة والمحبة في سبيل تقوية الروابط والعلاقات بين أبناء الأمة العربية.. مما ينعكس ذلك على استمرار الوحدة وتماسك الصف العربي.. فعودة البطولات العربية.. من خلال بطولة كأس العرب التاسعة لكرة القدم والتي تحتضنها السعودية في مدينتي الطائف وجدة بمشاركة 11 منتخباً في هذه الأيام.. حقيقة تعتبر خطوة رائعة تحسب للمسؤولين في الاتحاد العربي لكرة القدم.. وعلى رأسهم الأمير نواف بن فيصل رئيس الاتحاد العربي وسعيد جمان الغامدي الأمين العام للاتحاد العربي. ـ البطولات العربية.. مهما قلنا عنها.. تبقى البوابة الأولى لعودة الكرة العربية للمنافسة القارية والدولية.. ومن لم يقنعه هذا الكلام.. يعود إلى الوراء وسيجد أن من أبرز الأسباب التي أدت إلى تراجع كرة القدم العربية في السنوات الأخيرة في أغلب البطولات الدولية هو تجميد البطولات العربية.. فيوم أن كانت البطولات العربية متوهجة كان يصل إلى المونديال ما بين منتخبين إلى ثلاثة منتخبات (ما بين 1982 إلى 2006م) وبعد إيقافها.. لم يتواجد في مونديال 2010 بجنوب إفريقيا سوى منتخب عربي وحيد هو المنتخب الجزائري الذي خرج من الدور الأول بنقطة واحدة. ـ إن عزوف بعض منتخبات البلدان العربية عن المشاركة في البطولات والدورات العربية هو أحد الأسباب الهامة خلف تراجعها.. لا سيما وأن قلة الاحتكاك تعد سبباً رئيساً لهبوط مستوى الأداء الفني لأيّ منتخب.. فالدورات واللقاءات العربية كانت في الواقع بمثابة فرص للبناء والإعداد والتحضير للمشاركة القارية والدولية. ـ لذلك على اتحادات كرة القدم في الوطن العربي إذا أرادت العودة بقوة للمنافسات الدولية والوصول للمونديال أن تنظر أولاً للبطولات العربية بأنها المحطة الأولية للبناء وأيضاً الفرصة الأولى التي يتم من خلال الارتقاء بمستويات اللاعبين وتطوير أدائهم في منافسة حقيقية.. وهذا ما يمكن الحصول عليه بسهولة من خلال المشاركة في اللقاءات والبطولات العربية.. خاصة أن كافة الاتحادات العربية بالإضافة إلى اتحاد اللجان الأولمبية العربية أنشئت في الأساس من أجل خدمة الرياضيين العرب وتطوير الرياضة العربية بشكل عام بهدف النهوض بها لكي تستطيع المنافسة بقوة في البطولات الدولية. ـ فبطولة مثل بطولة كأس العرب التاسعة تعتبر في الواقع فرصة كبيرة لإعداد منتخبات جديدة.. لذلك فإن كافة المنتخبات العربية الآن بحاجة ماسة لمثل هذه الدورة لبناء منتخباتها التي ستعتمد عليها في السنوات المقبلة.. وهذه النظرة التي يجب أن تضعها إدارات منتخباتنا العربية في الحسبان بهدف إعطاء الفرصة للاعبين الشباب الجدد بدلاً من الاعتماد على الأسماء المستهلكة.