ـ انطلقت قبل يومين بطولة الأمم الأوروبية بنسختها 14 في ضيافة بولندا وكرواتيا.. حقيقة هذه البطولة تعد أقوى بطولات كرة القدم على مستوى العالم.. بحكم أن جميع مبارياتها من العيار الثقيل.. ويكفي أن معظم النقاد العالميين وصفوها بأنها كأس عالم مصغرة بدون البرازيل والأرجنتين. ـ حقيقة هذه البطولة أقوي من بطولة كأس العالم.. فجميع مبارياتها قوية ولا توجد فيها مباريات ضعيفة كبعض المباريات التي نشاهدها في بطولة كأس العالم.. وخاصة التي يكون طرفها أحد المنتخبات الآسيوية أو الإفريقية أو منتخبات من فئة ترينداد وتوباجو وهندوراس وغيرها.. مثلما قال اللاعب الإسباني تشافي حينما ذكر بأن الفرق بين كأس العالم والبطولة الأوروبية يكمن في اختلاف نوعية المنافسين.. حيث يشارك في كأس العالم 32 منتخباً بعضها دون المستوى المطلوب. بينما في (اليورو) يلعب 16 منتخباً، كل منها بإمكانه إسقاط الآخر. ـ أيضاً لا ننسى أن مصدر قوة هذه البطولة هو أن المنتخبات المشاركة فيها.. حقيقة تعد مدارس كروية.. كالمدرسة الإنجليزية والألمانية والإيطالية والهولندية والإسبانية.. فتواجد هذه المدارس العريقة في هذه البطولة سبب بحد ذاته لخلق منافسة قوية وإثارة ومتعة ومتابعة جارفة من قبل محبي وعشاق كرة القدم في أوروبا وخارجها. ـ ويكفي هذه البطولة بأنه غالباً ما ينظر لها وكأنها نموذج.. يظهر فيه أحدث خطط وطرق وأساليب للعب مباريات كرة القدم.. بحكم تواجد أبرز واشهر المدربين العالمين.. مثلما هو حاصل في النسخة الحالية.. فالمنتخبات المشاركة فيها تضم نخبة من خبراء التدريب في العالم.. كدل بوسكي (المدير الفني للمنتخب الإسباني) وبيرت فان مارفيك (مع المنتخب الهولندي) والسوفيتي بلوخين (مع منتخب أوكرانيا) وتشيزاري برانديلي (مع منتخب إيطاليا) ولوران بلان (مع منتخب فرنسا) وأريك هامرين (مع مدرب منتخب السويدي) والمدرب الألماني يواكيم لوف (المدير الفني للمنتخب الألماني) ومورتن أولسن (المدير الفني لمنتخب الدنمارك).. وأيضاً يتواجد فيها أشهر وأبرز اللاعبين النجوم.. كاللاعب البرتغالي كرستيانو رونالدو علي سبيل المثال. ـ عموماً هذه البطولة ستشهد كل ما هو جديد في تدريب وفنون كرة القدم.. فنتمنى من منتخباتنا العربية الاستفادة منها.. وذلك من خلال مراجعة الكيفية التي يتم بها بناء وإعداد اللاعب الأوربي حتى نشاهد في فرقنا ومنتخباتنا العربية لاعبين بمواصفات وإمكانات وقدرات هؤلاء اللاعبين الأوروبيين. ـ فإذا أردنا مجاراة هذه المنتخبات الأوربية.. علينا كعرب بالمسارعة في العمل بنفس الأسلوب والمنهج الذي يطبق في أوروبا الخاص بإعداد اللاعبين وبناء الفرق والمنتخبات.. لاسيما وأن كرتنا العربية ما زالت متأخرة إلى حد الأن.. ولعل النتائج الحالية لبعض المنتخبات العربية في التصفيات النهائية المؤهلة لكأس العالم أحد الأدلة على ذلك.. كقطر والأردن (على سبيل المثال) واللتين خسرتا من كوريا الجنوبية واليابان بنتائج ثقيلة.