ـ قبل أن أدخل في موضوع هذا المقال أود أن أشيد بدوري زين السعودي للمحترفين والذي اختتم مع بداية هذا الأسبوع.. فقد أثبت بأنه المسابقة الأكثر إثارة.. كيف لا؟ وحسم البطولة والهبوط فيه وصلا لآخر جولة (26).. فالمركز الأول حسم بمباراة (الأهلي والشباب) والتي كأنها نهائي في بطولة تقام بطريقة خروج المغلوب وليست مباراة دورية.. وأيضاً الهبوط لم يحسم إلا في آخر جولة وبأكثر من مباراة.. وهذا ما حدث.. فالأنظار كانت تتابع وتترقب لقاءي النصر مع القادسية والرائد مع التعاون لمعرفة من سيرافق الأنصار لدوري الدرجة الأولى.. حتى أعلنت صافرتا الحكمين المرداسي وجلال هبوط القادسية وبقاء التعاون.. فمبروك للتعاون وحظاً أوفر للقادسية، ونتمنى أن يعود لمصاف دوري زين في الموسم ما بعد القادم. ـ عموماً.. دورينا مهما كان مستواه الفني ومهما كان فيه من السلبيات.. إلا أن فيه ميزة قل ما تجدها في دوري عربي أو آسيوي آخر.. فهو مثير وتتوافر فيه عناصر الشد التنافسي لدى المتابع وهذه الخاصية التي يجب أن يبرزها إعلامنا حتى يرتفع طلبه بشكل أكبر لدى المعلنين والشركات الراعية.. لا سيما وأن الدوري المطلوب تكون قيمة عوائده المالية عالية.. مما ينعكس ذلك على زيادة مداخيل الأندية.. وهذا ما تنشده أنديتنا المحلية.. خاصة وأنها مع الاحتراف بأمس الحاجة للمال. ـ وبعد ختام هذا الدوري.. أعتقد أن من أهم الخطوات المطلوب عملها هو إجراء تقييم شامل لهذا الدوري.. سواء من ناحية التنظيم أو التحكيم أو تعامل جميع لجان الاتحاد السعودي لكرة القدم مع أحداثه.. وأيضا الأندية يجب أن تقيم مشاركتها فيه ومستويات لاعبيها المحليين والأجانب والمدربين.. إلخ، لأنه عندما يتم نقيمه بواقعية فإن ذلك سيساهم في الوصول إلى إيجاد الحلول العملية للمشاكل والقضايا المتعلقة به.. فتستفيد الأندية نفسها أولاً وكذلك ليستفيد منها المسؤولون في التقويم خلال الموسم المقبل. ـ لذلك على نقادنا ورجال إعلامنا أن لا ينساقوا (فقط) خلف ألوان الأندية ويتركوا دورهم ومسؤوليتهم الوطنية لدعم كرة القدم ورياضتنا بشكل عام.. حتى تتطور منتخباتنا وتحقق مزيداً من الإنجازات.. وأن لا يكون كل تركيز النقاد ورجال الإعلام الرياضي على السلبيات فقط.. ولو تطرقوا لها فلابد وأن يكون هدفهم هو الإصلاح وتلافي الأخطاء.. وليس إظهار الميول المتعصبة والإساءة والتجريح أو السخرية. ـ حقيقة.. بعض وسائل الإعلام الرياضي (لدينا) بما تبثه من برامج وما تقدمه من طرح نجد أنها في هذا الموسم ساهمت في نشر ثقافة التشجيع المتطرف وإيجاد الانتماء المبالغ فيه لألوان وشعارات الأندية.. وما الإساءات والتراشق الإعلامي والمشاحنات التي صاحبت معظم مباريات هذا الموسم.. إلا أحد الأدلة.. فعودوا لمشاكل الجماهير ستجدون أن السلوك العام للجمهور لدينا اصبح يحتوي على العديد من أشكال التعصب الرياضي. ـ والمشكلة أن الامور لم تقف عند هذا المشجع (البسيط) بل حتى تعامل مسؤولي بعض الأندية مع التصاريح قبل وبعد المباريات.. والأدهى هو تراشق بعض إعلاميي الأنديةً على الهواء مباشرة... حتى صار التراشق الإعلامي ظاهرة منتشرة في البرامج الحوارية في القنوات الفضائية في الموسم الحالي.. عموماً هذه الظاهرة تعتبر أحد المؤشرات (الخطيرة) التي تدل على وجود التعصب في وسطنا الرياضي، والمؤسف أن التعصب (لدينا) ازداد بشكل ملحوظ في هذا الموسم عن الموسم السابق. ـ والطامة الكبرى أن الأمور أصبحت تقييم من قبل نوعية من الإعلاميين وفقاً لمصالح أنديتهم وألوانها بعيداً عن الأنظمة واللوائح.. مثلما هو حاصل عندما يتم اتخاذ عقوبة على لاعب ما أو عند فرض عقوبة على أحد الأندية.. فإنك تجد من يصفها بأنها صارمة ويجب التخفيف.. ورأي آخر.. يقول بأن هناك تهاوناً وتحتاج لعقوبة أشد.. فهذا الخلاف ما هو إلا اختلاف ميول. ـ وختاماً.. نتمنى أن لا يقيّم دورينا (من قبل البعض من الإعلاميين والنقاد) بمنظار الأندية وميولها المتعصبة.. والله من وراء القصد.