|


فهد القحيز
العرب ما بين الدوحة ولندن
2011-12-11
تدخل الرياضة العربية هذه الأيام سباقاً تنافسياً (عربي عربي) ضمن منافسات دورة الألعاب العربية الثانية عشرة المقامة (حاليا) في الدوحة، نتمنى أن تساهم هذه الدورة في تحقيق هدفها الأسمى المتمثل في تعزيز أواصر الأخوة والمحبة بين الأشقاء العرب وتقوية الروابط والعلاقات بينهم مما ينعكس ذلك على وحدة وتماسك الصف العربي في هذه الفترة التي تشهد فيها بعض الدول العربية العديد من المشاكل الأمنية والسياسية.. كما نأمل أن تصلح الرياضة ما أفسدته السياسة بين شعوبنا العربية.
ـ وبعيداً عن السياسة ... فإن الرياضة العربية في السنوات الأخيرة شهدت تراجعا ملحوظا في أغلب نتائج الألعاب الرياضة مثل ما هو حاصل في كرة القدم على سبيل المثال، فمنذ عام 1982م إلى 2006م كان يصل إلى المونديال ما بين منتخبين إلى ثلاثة منتخبات، إلا أن مونديال 2010 بجنوب إفريقيا لم يتواجد فيه سوى منتخب عربي وحيد هو المنتخب الجزائري الذي خرج من الدور الأول بنقطة واحدة.
ـ ولو عدنا للوراء وحاولنا معرفة سر تراجع الرياضة العربية وتدني نتائجها في البطولات الدولية .. نجد أن عزوف منتخبات وفرق معظم البلدان العربية عن المشاركة في البطولات والدورات العربية أحد الأسباب الهامة خلف هذا التراجع... لاسيما أن قلة الاحتكاك سبب رئيسي لهبوط مستوى الأداء الفني، فالدورات واللقاءات العربية في الواقع هي بمثابة فرص للإعداد والتحضير للمشاركة القارية والدولية.
ـ إن الارتقاء بمستوى اللاعبين وتطوير أدائهم يحتاج بالفعل إلى منافسة حقيقة ... وهذا ما يمكن الحصول عليه بسهولة من خلال المشاركة في اللقاءات والبطولات العربية .. خاصة أن كافة الاتحادات العربية بالإضافة إلى اتحاد اللجان الأولمبية العربية أنشئت في الأساس من أجل خدمة الرياضيين العرب وتطوير الرياضة العربية بشكل عام بهدف النهوض بها لكي تستطيع المنافسة بقوة في البطولات الدولية.
ـ لذلك فإن كافة الاتحادات الرياضية في البلدان العربية الآن بحاجة ماسة لمثل هذه الدورة للتعرف على المستويات الحقيقية لرياضييها وفرقها كاختبار أولي لهم قبل أولمبياد لندن 2012م.
ـ حقيقة .. من خلال معرفة النتائج والأرقام والمستوى الحقيقي للاعبين والمنتخبات في الوقت الحالي .. فإن ذلك سيساعد في معالجة الضعف وتحسين الأداء قبل انطلاقة أولمبياد لندن ..خاصة أن هناك وقتاً كافياً لتنفيذ المعسكرات الإعدادية التي تكفل الظهور القوي في أولمبياد لندن.
ـ فهل يستفيد العرب من تنافسهم في الدوحة الذي تدور رحاه هذه الأيام في إعداد وتحضير وتجهيز لاعبيهم وفرقهم حتى يستطيعوا المنافسة بقوة على حصد الميداليات في أولمبياد لندن... هذا ما أتمناه.