|


فهد القحيز
مخاوف المنتخبات في جنوب أفريقيا
2010-06-15
تدور هذه الأيام رحى مونديال 2010 والذي انطلق يوم الجمعة بمباراة منتخب (البلد المضيف) جنوب أفريقيا مع المكسيك في ملعب (سوكر سيتي) والتي انتهت بالتعادل الإيجابي (1ـ 1)، ومع هذا المونديال فإن الجمهور الرياضي سيستمتع بفنون كرة القدم في هذه التظاهرة الكروية التي تجمع أبرز اللاعبين النجوم وأفضل المنتخبات العالمية على مدار شهر كامل.
ـ وإذا كان هذا المونديال شهد مخاوف أمنية كبيرة قبل انطلاقته ظهرت بوادرها في حادثتين الأولى حينما تدافعت مجموعة كبيرة من المشجعين لحضور المباراة الودية بين كوريا الشمالية ونيجيريا استعداداً لكأس العالم، في ملعب ماكولونج في مدينة تيمبسيا مما أسفر عن إصابة (16) شخصاً من بينهم رجل شرطة.. والثانية عمليات السطو التي تعرض لها رجال الصحافة، حيث تعرض أربعة صحفيين صينيين وصحفيان برتغاليان وآخر إسباني يغطون أحداث نهائيات كأس العالم إلى سرقة جوازات سفرهم، وأموال نقدية ومعدات تصوير من قبل عصابة مسلحة في جوهانسبرج والحادثة الغريبة هي السرقة التي تعرض لها المنتخب اليوناني بعد مباراتهم مع المنتخب الكوري (أول أمس) بعد ما تعرض اثنان من لاعبيه إلى سرقة مبلغ 2000 دولار، فهل هذه الحادثة دليل يؤكد ضعف النواحي الأمنية واستمرار المخاوف وفشل جنوب أفريقيا في توفير الأمن في هذا المونديال؟ أم أن الأمن في جنوب أفريقيا سيسيطر على القراصنة وهذه العصابات المتفلتة،عموما هذا ما ستكشفه أيام المونديال المقبلة.
ـ إلا أن المخاوف الحقيقية والهاجس الكبير الذي تخشاه المنتخبات المشاركة هو التحكيم! ولاسيما أن الهدف الذي سجله الفرنسي (وليام جالاس) في مرمى المنتخب الأيرلندي في مباراة الإياب (في الملحق الأوروبي الفاصل) في التصفيات المؤهلة لمونديال 2010م أثار العديد من علامات الاستفهام حول أداء حكام (فيفا) والتقنيات التي يستخدمونها في المباريات، فهذا الهدف جاء بعد لمسة يد واضحة من هنري وصعد بالمنتخب الفرنسي للنهائيات بدلاً من نظيره الأيرلندي بالإضافة إلى أن هناك منتخبات كبيرة تجرعت مرارة الأخطاء التحكيمية في مونديالي 2002 و2006 م لاقت بعدها (فيفا) انتقادات لاذعة وهجوماً شرساً!
ـ والمؤسف جداً أن (فيفا) لم يتخذ وسائل جديدة للتقليل من الأخطاء التحكيمية والحد من ظهورها في مباريات المونديال الحالي، فهو قد رفض بعض التقنيات كتقنية الإعادة التلفزيونية وتقنية (الكرة الذكية)، فقد يكون محقاً في ذلك نظراً لصعوبة الاعتماد على هذه التقنيات، إلا أن رفضه لقرار الاستعانة بحكمين إضافيين في كل مباراة لم يكن في محله! لأنه لو طبق الحكمين الإضافيين خلف المرميين لتم القضاء على أخطاء منطقة الجزاء كالأخطاء التي تحدث في احتساب ركلة الجزاء أو اجتياز الكرة لخط المرمى وحالات التمثيل.
ـ عموماً الأسلوب الذي لجأ إليه (فيفا) من أجل تحسين الأداء التحكيمي في المونديال الحالي والمتمثل في تطبيق نظام "التعاون الثلاثي" في تحكيم المباريات، ماذا سيضيف؟ فهو لم يكن جديداً، فسبق وأن طبق في آخر ثلاثة مونديالات 98 و2002 و2006م ففكرة هذا النظام تتمثل في الطاقم الثلاثي الذي يتكون من حكم يعاونه حكمان مساعدان من نفس بلده (بقدر الإمكان) أو من اتحاده القاري ويتولى إدارة جميع المباريات التي يكلف بها خلال المونديال وعمل بهذه التجربة في مونديال كوريا واليابان وكذلك مونديال ألمانيا ومع ذلك كانت أخطاء الحكام فادحة ومؤثرة! وللمعلومة الحكم الخامس الذي أضيف لطاقم حكام المباراة وهو حكم مساعد احتاطي لأحد الحكمين المساعدين (رجلا الخطوط).
ـ التحكيم الآسيوي سجل نجاحاً في مباراتي اليوم الأول فالحكم الأزوبكي رافشان إيرماتوف قاد مباراة الافتتاح بنجاح تام، أيضا زميله الياباني يويتشي نيشيمورا ... وبعد فوز المنتخب الكوري الجنوبي على اليونان هل سيشهد هذا المونديال تفوق آسيا؟.