|


فهد القحيز
العرب بعد مونديال 2010
2010-06-06
ـ أيام قليلة وتتجه أنظار عشاق كرة القدم إلى ملاعب جنوب أفريقيا لمتابعة أقوى البطولات الكروية ... نهائيات كأس العالم، هذه التظاهرة التي تجمع أكبر وأعرق المنتخبات العالمية من جميع قارات العالم، والمؤلم لنا كعرب إنه لايوجد من بين المنتخبات الـ(32) المشاركة في هذا المونديال سوى منتخب عربي واحد.. المنتخب الجزائري الشقيق.
ـ بعد أن كان الحضور العربي في نهائيات كأس العالم من مونديال 1982م إلى 2006م بمنتخبين أو ثلاثة منتخبات مثلما حصل في نهائيات في 94و98 يوم أن تواجد فيها 3 منتخبات عربية، فطموحنا كعرب أن نحافظ على تواجدنا في النهائيات، وأن يكون هناك من أربعة إلى خمسة منتخبات على الأقل في المونديال.. لا سيما أن هناك منتخبات عربية عريقة (متمرسة) سبق أن خاضت تجارب قوية ووصلت لمونديالات عديدة كالمنتخب السعودي والمنتخب التونسي والمغربي والذين تواجدوا لأربع مرات، وأيضا المصري والمنتخب الجزائري المشارك (الممثل العربي الوحيد) في المونديال الحالي.
ـ حتى مشاركة التحكيم العربي أيضا شهدت نوعا من التراجع، فالحكام العرب في 94 و98 كان حضورهم قوياً.. ووصل عددهم إلى 7 حكام (4 للساحة و3 مساعدين).. بل إن عددهم في مونديال 2010 وصل إلى 10 حكام (5 للساحة ومثلهم مساعدين)، ليتراجع حضورهم وعددهم في 2006 إلى حكم في الساحة وحكم مساعد، ونفس الحال في المونديال الحالي الذي لايتواجد فيه سوى خليل جلال في الساحة بالإضافة إلى ثلاثة أو أربعة مساعدين. والسؤال الذي يطرح نفسه هنا: ماذا سيكون وضع العرب بعد مونديال جنوب أفريقيا؟ وهل سنرى المونديال المقبل في البرازيل(2014) بدون أي منتخب عربي؟ عموما هذا التناقص في تواجد المنتخبات أو الحكام العرب في المونديال الحالي مؤشر على تراجع في مستوى الكرة العربية ؟
ـ وهذا الأمر الذي يجب أن يؤخذ في الاعتبار (في المرحلة المقبلة) من قبل لجان الاتحاد العربي لكرة القدم .. ومن ثم تقديم الحلول التي يمكن من خلال إعادة الكرة العربية إلى عهدها السابق على الأقل.
ـ تراجع الكرة العربية وعدم مجاراتها للمنتخبات العالمية يعود في الواقع إلى غياب الفكر الاحترافي في البلدان العربية وقصور في مستوى الاحتراف المطبق الآن في البلدان التي تعمل به... هذا من جهة، ومن جهة ثانية عدم اتباع استراتجية البناء الطويل التي يبدأ فيها بناء اللاعب في المستوى الدولي (في عمر مبكر) وتكون انطلاقته من منتخب الناشئين ثم الشباب واكسابه العديد من الصفات والمهارات من خلال فرص الاحتكاك والمنافسة في المنتخب الأولمبي ليصل(بثقة) في المنتخب الأول لمرحلة التفوق وتحقيق البطولات والإنجازات في أكبر البطولات.
ـ باختصار شديد الكرة العربية لن تعود إلى توهجها إلا من خلال البطولات واللقاءات العربية، وهذا الموضوع الذي يجب أن يؤخذ في الاعتبار.. وهذا هو السر الخفي خلف التفوق السابق للمنتخبات العربية والحكام العرب مهما حاولنا تجاهل ذلك.
ـ فارتفاع المستوى والتطور للاعب والفريق وأيضا الحكم (العرب) يتطلب ويحتاج للاحتكاك في مباريات تنافسية وليس مباريات ودية، وهذا لن يتحقق مع منتخبات أوروبية أو منتخبات عالمية أخرى من أمريكا الجنوبية أوغيرها، ولكن بإمكاننا كعرب توفيرها من خلال إعادة صياغة بطولاتنا العربية بتنظيم بطولات جديدة للأندية والمنتخبات.. مع التركيز بشكل مكثف على بطولات فرق الناشئين والشباب على مستوى الأندية والمنتخبات. فدورة الخليج (على سبيل المثال) كان لها فضل كبير في وصول منتخبات الكويت والعراق والسعودية والإمارات إلى نهائيات كأس العالم، ويوم أن تغيرت نظرة هذه المنتخبات لهذه البطولة فقدت التفوق في المستوى القاري والدولي.. وهذا بالفعل ما حدث.. فالمنتخبات الخليجية ماذا حققت في السنوات الأخيرة؟