|


فهد القحيز
إثارة أم هدم؟
2008-12-28
التعامل الإعلامي مع التحكيم.. سواء في بعض البرامج في القنوات الفضائية أو ما يُنشر من مقالات وآراء وتصريحات في الصحف الرياضية.. أمره غريب جداً.
فالأمور تجاوزت نقد أخطاء الحكام.. ووصلت إلى التشكيك في نزاهتهم وذممهم.. بل إلى (خلق) المغالطات وقلب الحقائق.
وهذا أمر خطير جداً.. يجب إيقافه بأسرع ما يمكن.. وإلا أنه سيخلف العديد من الآثار السلبية.. والمشاكل والتي ربما توقف عجلة تطور رياضتنا.. في هذا الوقت الذي نجد فيه أن الاتحادات والأندية الرياضية تبذل جهوداً كبيرة من أجل أحداثه.
ـ إذا كان رجال الإعلام والمسؤولون عن القنوات والبرامج والصحف الرياضية.. يهدفون إلى خلق الإثارة.. وإحداث مزيدٍ من الجذب والمتابعة.. فإن هذا يجب ألا يكون على حساب مصلحة التحكيم.. هذا القطاع الرياضي المهم.. والذي يعد أحد العوامل الرئيسية التي تتوقف عليه نجاح مباريات مسابقاتنا وبطولاتنا المحلية.
حقيقة هذه الإثارة التي يهدفون إليها.. على حساب التحكيم.. ماهي إلا وسيلة هدم وما العزوف عن هذا المجال والتسرب الكبير للحكام.. إلا دليل يؤكد ذلك.
ـ لذا أتمنى ألا يكون التعصب والميول والمصالح.. هم المحرك الأساسي... لإبراز الانتقادات ومحاربة حكامنا المحليين.. دون إعطاء تطوير الحكم المحلي وبخاصة في مسابقاتنا المحلية أي اهتمام.. ويجب أن يُدرك (أعداء التحكيم المحلي) بأن الاعتماد على الحكم الأجنبي أمر يكلف المبالغ الحالية (الباهظة)... وها هي أنديتنا الآن تعاني من ذلك.
وللمعلومية رياضتنا لن تتقدم وتتطور.. إلا بتطور الحكم والمدرب واللاعب والإداري الوطنيين.. وهذا ما يجب أن يدركه كل محب وعاشق للرياضة السعودية.
نقاط منطقية
ـ بعض الإعلاميين لدينا.. يتعامل فقط مع السلبيات التي تحدث في المجال الرياضي بشكل عام.. وأخطاء التحكيم (المحلي) بشكل خاص لذا نذكرهم بأن الدوران على محيط دائرة السلبيات دون إعطاء الحلول ووسائل العلاج.. يعد أسلوباً غير حضاري.. ويعطل عملية التطوير.
ـ في الأسبوع الماضي حدثت حالتا اعتداء على الحكام.. الأولى في مباراة الكوكب والصحارى ضمن الدورة الرباعية لبطولة أندية الخرج المؤهلة لتصفيات المناطق.. والأخرى في مباراة الطائي والنصر ضمن الدوري الممتاز لدرجة الناشئين.. والأمر الغريب.. أن الأصوات التي دائماً ما تتحدث عن الحكام وتنتقدهم لم نرها.. بعد هاتين المباراتين تدافع عنهم وتطالب بحمايهم!! لكن نقول.. أعانكم الله زملاءنا الحكام فأنتم محاربون.
ـ من يتابع الحملات (المسعورة) على حكامنا المحليين.. يقول إن أخطاء التحكيم.. لا تحدث إلا في مبارياتنا فقط. أما مسابقات البلدان الأخرى لا يحدث فيها أخطاء للحكام.
عموماً.. أذكر أن نهائيات كأس العالم... نفسها... حدث فيها كوارث تحكيمية، لذلك يجب أن نتعامل مع أخطاء حكامنا المحليين بأسلوب النقد الهادف.. (بعيداً عن التجريح والتزييف والطعن في النوايا).. وهذا الذي يمكن من خلاله تطوير التحكيم المحلي.