أكاد أجزم أن اتحاد كرة القدم ولجانه يعيشون هاجس إرضاء جميع الأطراف مهما كلف الأمر، ولكن هيهات أن يتحقق هذا الرضاء أو حتى يكونوا قريبين منه، الملاحظ في وسطنا الرياضي أن الجميع يتذمر من كل شيء وأي شيء، حتى إنك بالفعل لا تعلم من المستفيد ومن ضد من ومن يحارب من، خذ مثلا قرار الاستعانة بالحكم الإيطالي لإدارة مباراة الهلال والنصر وما دار حول هذا الموضوع من لغط إعلامي وجماهيري، خاصة أن التكليف كان في البداية للحكم الأوزبكي رافشان الذي أحدث نفيه بالتكليف الكثير من الشك والظنون حتى أن هناك من قال إن تغيير التكليف للحكم الإيطالي قد يكون وراءه ماوراءه لقهر النصر وإحباط عودته في مهده، ظنون باطلة لم يعتذر عنها أصحابها عندما اثبت الحكم الإيطالي العكس، اتهامات متبادلة لا أحد (راض) عن أحد، حتى تجاوزات معلق مباراة الاتحاد والنصر كانت موضوع خلاف، حيث برر البعض أن قرار إيقافه أو تسريحه ما هو إلى حلقة أخرى في مسلسل معاداة النصر رغم معرفتهم لميول المعلق وأيضا ميول صاحب قرار الإيقاف وهكذا دواليك.. هذا يدين الأخطاء وذلك يبررها من باب أنصر أخاك ظالماً أو مظلوماً، خطأ تحكيمي يمر مرور الكرام ويصبح جزءاً من اللعبة متى ما أراد كبيرهم الذي علمهم الحقد، ويكون خلاف ذلك إذا ما اقتضت الحاجة، عناوين مستفزة في تلك الصحيفة تلقى لها صدى من هذا الجمهور ومباركته، خاصة إذا ما أثارت الطرف الآخر، وتكون شرخاً للحمة الوطنية متى ما كانت عكس التيار، وذاك ضيف برنامج يحمل على الأعناق رغم ضحالة ما يطرح، وآخر تكتب فيه المعلقات لمجرد أنه قلل من إنجازات ذلك النادي اللدود، بكل أمانة لم نعد نفهم لعبة التناقضات التي نعيش تفاصيلها بشكل يومي في وسطنا الرياضي، ومع ذلك نقول إن إرضاء الناس غاية لاتدرك، على أي حال (لا أحد مستفيد من أحد).. الكل يبحث عن تعزيز قناعة الظلم ويعيش قصة التظلم، حتى إننا انصرفنا بهذه التسالي عن مشكلتنا الحقيقية التي تتمثل في الوصول لمعالجة حقيقية لمشاكلنا الرياضية بكل تفاصيلها.
نقاط متفرقة:
الهلال حالياً يعيش أزمة نقص حاد في الوصول للتشكيلة المناسبة لكل مباراة، خاصة أنه يعاني من انخفاض مستوى العابد وتدهور مستوى الحراسة ومتوسطي الدفاع، على أرض الواقع الهلال يلعب ناقصاً أربعة وأحيانا خمسة مع استمرار توهان كاستيلو الذي لايعرف ماهو المطلوب منه بالضبط، عموماً مشاكل كبيرة تحتاج لحلول سريعة قبل فوات الأوان.
التعاون غير هذا الموسم، أعاد للأذهان صورة الفتح الموسم الماضي، ونتوقع المزيد مع استمرار وتيرة الفوز وحصد النقاط، وأنا شخصياً أتوقع أن يتعب النصر أمام التعاون لاكتمال خطوطه وخطورة مهاجمة الكاميروني المجنون بول ايفولو، بالتوفيق للتعاون مع كل الأماني أن يستمر هذا التميز طيلة الموسم.
في اعتقادي أن الطريق أصبح ممهداً للنصر لتحقيق البطولة بعد طول زمن، التركيز العالي للإدارة وقربها للاعبين ساهم بشكل كبير في صنع هذا التناغم بين أفراد فريق النصر خاصة بعد ظهور الراهب والجيزاوي بمستويات مميزة، وإن كنت أجزم أن هذا التميز يضع أكثر من علامة استفهام أمام من تخلى عن خدمات هؤلاء النجوم في ناديهم السابق الأهلي، على أي حال نفرح بعودة النصر وإن كنا نتمنى عودة الاتحاد ليكتمل مشهد الكبار.