|

رؤية 2030 آفاق عالمية للرياضة أرقام وإنجازات





فهد المطيويع
الخصخصة وديربي الرياض
2013-11-23

حسب ما يتردد فإن ملعب الملك عبدالله أوشك على الانتهاء والتسليم، مما يعني أنه سيكون جاهزاً لمباريات الدوري في القريب العاجل وهذا أمر جيد ومفرح للرياضة والرياضيين، المفرح أكثر أن هذا المشروع كسر هاجس الفشل الذي اقترن بالكثير من المشاريع التي خيبت الظن وجعلت فضيحتنا بجلاجل أمام الجميع، وعندما أقول الجميع فأنا أعني الدول التي لا تملك ربع ما نملك ومع ذلك فمشاريعهم التنموية رغم قلتها إلا أنها تنفذ بضمير وذمة وعلى أعلى مقاييس الجودة، طبعاً نحن نباهي بهذا المشروع ونباهي بطريقة التنفيذ وسرعته خاصة أنه نفذ من قبل شركة أرامكو صاحبة السمعة العالمية وهذا ما يجعلنا نثق بأنه نفذ بطريقة احترافية (ولا نزكي على الله أحدا)، طبعاً الفشل لا يسعد أحدا خاصة إذا ما تعلق الأمر بسمعة وطن، ولكن أحياناً يحدث قصور أو خلل في بعض المشاريع ما قد يعتبر أنه خيانة للأمانة إلا أنني في نفس الوقت أعزو كثيرا من الإخفاق لغياب الكفاءة والمعرفة المطلوبة لذا نرى تكرر الأخطاء بجميع أشكالها، وإذا ما حاولنا نطبق هذا القصور على ما لدينا رياضياً أجد أننا فشلنا في تطبيق الاحتراف ليس لأننا لا نريد الاحتراف أو أن هناك من يتعمد إفشاله ولكن لعدم وجود الرجل المناسب في المكان المناسب وهذا ما جعلنا ندور في فلك الاجتهاد الذي أصبح سمة من سمات وسطنا الرياضي الذي يتعامل مع الأمور بأسلوب التجربة والخطأ (trial-and-error methods)، الخوف كل الخوف أن يؤول مصير الخصخصة التي يدور حولها الحديث بأنها أحد الحلول لنهضة الكرة السعودية إلى ما آل إليه مصير الاحتراف الذي يتخبط منذ سنوات رغم ما نراه من تجارب من سبقونا في هذا المجال، نعلم أسباب تكرار الفشل ولكن للأسف نحن نتحدث كثيراً ونعمل القليل لإنجاح مشاريعنا الرياضة، خذ مثلاً تجربة الاستثمار الرياضي كيف بدأت وإلى أين انتهت، شح مالي ومعاناة لا حدود لها، لماذا؟ الجواب ببساطة هو غياب الأشخاص المؤهلين لقيادة دفة الاستثمار وإن وجدوا فإنهم (محجمين) بأمر سلطة أعلى في الأندية ولن أتحدث عن النقل التلفزيوني وآلية توزيع الحقوق الذي يعتبر لغزاً من ألغاز العصر الحديث، في النهاية أقول إنه قبل أن نفكر بمشاريعنا الرياضية يجب أن نجد البيئة الجيدة لإنجاح هذه المشاريع إذا ما أردنا أن نسير في الاتجاه الصحيح، على أي حال نتمنى أن يكون ملعب الملك عبدالله البداية الحقيقة لانطلاق ثورة التصحيح الرياضي الذي نتمناه. وجهة نظر ـ أفرحنا تأهل منتخبنا للبطولة الآسيوية والذي أعاد بعض هيبة منتخبنا التي فقدت في السنوات الماضية، أنا في الواقع سعيد بهذا الإنجاز المفرح خاصة أنه تحقق من خلال النتيجة والمستوى، وأستغرب من الذين استكثروا علينا الفرح بذريعة أننا أبطال آسيا ولا يجب ألا نبالغ بالفرح رغم علمهم أننا وصلنا إلى الحضيض فنياً وأصبحنا (ملطشة) لفرق لا تاريخ لها وما تصنيفنا الدولي إلا دليل على حجم هذا التدهور وهذا الضياع، على أي حال أنجزنا المهمة الأولى بنجاح وأتمنى أن يتم إعداد البرنامج المناسب لما بعد هذه المرحلة، بصراحة أسلوب العمل الحالي لإدارة المنتخب يبشر بالخير ويجعلنا أكثر تفاؤلا لما يمكن أن توقعه في المرحلة القادمة، شكرا لمن ساهم في هذا الإنجاز. وقفة يتحدث الهلاليون كثيرا ويتوعدون النصر بهزيمة لا تنسى في مباراة الديربي المقبلة وكأنهم يتحدثون عن فريق قادم من بنجلاديش، وهذا أمر فيه الكثير من المخاطرة خاصة وأن مثل هذه المباريات لا يمكن أن تتوقع نتيجتها حتى وإن كان هناك تفوق فني يميل لصالح الهلال إلا أن ذلك لا يبرر أسلوب التعالي الذي نراه في الإعلام أو في وسائل التواصل الاجتماعي، شخصياً أتوقع مباراة صعبة للهلال حتى لو قال النصراويون إنهم لم يقوموا باستعدادات خاصة لهذه المباراة فيكفي أن يكون عبدالله العنزي مشاركاً وفي كامل حضوره البدني والذهني، بالتوفيق للزعيم في مباراته الصعبة المقبلة في ديربي الرياض الساخن.