في البداية أود أن أقول إن الكثيرين تحدثوا عن موضوع العنصرية بشكل موسع من خلال طرح متزن وعقلاني من أصحاب الأقلام الجميلة، وآخرون حاولوا اختزال هذه العنصرية فيما تردده الجماهير من باب انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً لكسب مزيد من البطولات الجماهيرية والفلاشات الإعلامية رغم علمهم أن المدرجات دون استثناء تمارس هذه الأهازيج وبشكل مكرر في مدرجات ملاعب الوطن، إذن كلهم ذلك الجمهور الذي يحاول أن يدافع عن مصالح ناديه بأساليب وطرق مختلفة، طبعاً هذا لا يعني أننا مع مثل تلك الممارسات ولا نقرها أبداً ولكن أيضا لا يعني أننا مع انتقائية وترصد كل ما يردده جمهور الهلال والذي دائما ما يستفز بشكل أو بآخر، هذه المرة اختلف السيناريو باختلاف الزمان والمكان ونتيجة لم تكن في الحسبان أثارت غضب إدارة الاتحاد التي لم تجد أمامها إلا قرطاس البيان لرفع الحرج أمام جماهيرها فكانت العنصرية طوق النجاة وتحقق المراد بإيقاف جماهير الهلال بشهادة (سي دي) القناة الرياضية الغائب الحاضر، العنصرية شيء بغيض لا يقره عاقل محب لهذا الوطن ولكن الشيء المؤسف هو ما صاحب هذا الموضوع من مزايدات نعرف أهدافها وأسباب تكرارها، طبعاً لن أفشي سراً لو قلت إن حماة الحرية وأعداء العنصرية ممن رقصوا كثيرا على أوتار الوطنية لهم ماض حافل مع هذا الموضوع وسبق أن مارسوه في أعمدتهم وصحفهم الخفشارية وهم الآن يمارسون علينا مثاليتهم الغبية وكأننا مثلهم مصابون بالخرف وضعف الذاكرة، بكل أمانة لست ضد قرار لجنة الانضباط ولكن ضد انتقائيتها وتوقيت قراراتها مع علمهم أن ما يقال في هذا المدرج يقال في المدرج الآخر وهكذا دواليك فهم في نهاية الأمر جزء من هذا الوسط، على أي حال كان بإمكان اللجنة التي تعرف البير وغطاه التصدي لهذه الظاهرة من خلال إصدار بيان تحذيري لجميع الأندية متزامناً مع رفضها لبيان الاتحاد بأن اللجنة ستواجه هذه الظاهرة وماضية بكل ما أوتيت من قوة في تطبيق صلاحياتها ويكون هذا البيان بمثابة وضع النقاط على الحروف لو كانت النوايا صادقة لمحاربة هذه الظاهرة، أما أن تقرر اللجنة أن تؤدب جماهير الأندية من خلال الهلال صاحب الشعبية الكبيرة فهذا فيه ظلم كبير لسيد الأندية، عموما الهلال لن يتأثر بمثل تلك القرارات (السفري)، التي أغضبت جماهير الهلال وأسعدت حماة الفضيلة المزيفة مع أن الإنصاف دائما ما يأتي سريعاً وبشكل مؤلم لكل الشامتين وعلى نياتكم ترزقون، فقط أريد أن أقول إن عدم مراعاة عواقب القرارات المتسرعة قد يدخل المدرجات في دهاليز العنصرية الحقيقية وعندها لا يمكن إيقاف كورة الثلج التي لا نعلم أين ستقف ومن هم ضحاياها يالجنة الانضباط. وجهة نظر في اعتقادي أن الهلال أضاع فرصة التصدر بإضاعة نقاط الرائد التي كانت في يد لاعبي الهلال الذين لم يحسنوا التعامل مع ظروف المباراة، فنياً هناك خلل دفاعي كبير، الزوري لم يعد الزوري الذي نعرفه، المرشدي لا تحتمل منافسة الدوري مستواه المتذبذب، ولا تحتمل أيضا ارتباك السديري وأخطاءه خاصة في وجود السبيعي، هلال جميل لا يحتمل ثقوب هذا الثلاثي والأجمل رغم الهزيمة قتالية الهجوم وعودة ياسر التي أعطت مؤشرا أنها العودة المنتظرة والتي من خلالها سيكون هلال الزعامة والتحدي والتصدي لكل المنافسين الرياضيين والإعلاميين وأصحاب القرارات الصعبة في المكاتب المكيفة. تحياتي للجميع، وكل عام والوطن في أحسن حال.
