المتابع للمشهد للرياضي السعودي في زحمة منافسات دورينا لا يشعر أننا على بعد أيام من مباراة المنتخب العراقي في التصفيات الآسيوية المؤهلة لأستراليا خاصة بعد أن طغت أشياء أخرى على سطح هذه المنافسة والتي بالفعل أشغلتنا عما هو أهم من هذه المباراة ولن أندهش لو تجاهل الاعلام أهميتها وواقعها لأنني أدرك حجم الأولويات وأفهم أسلوب العمل الاعلامي الحالي الذي ضاع بين حانا ومانا وكلا يغني على ليلاه، طبعا الضحية في نهاية الأمر (كورتنا) التي عانت الأمرين، نتحدث عن المنتخب وعن النتائج المخيبة، ولا نتحدث عن دورنا في هذه الحبكة الدرامية المحزنة بصفتنا الشريك الذي أدخل عنوة في هذه الشراكة رغم أنه لم يقدم ما يثبت بأنه الشريك الذي يمكن الاعتماد عليه في الظروف الصعبة، على أي حال هناك الكثير من الأسباب التي جعلتنا نصل لهذا الوضع المزري كحقيقة لا يمكن إنكارها ولكن الحقيقة الأهم في نظري أننا (بربطة المعلم) بالفعل لا نعرف نتصرف في الأوقات الصعبة ولا نعرف كيف ندير كوارثنا الكروية والدليل أننا سقطنا من سنين ولم نتعاف ولم نستطع النهوض وقس عليها الكثير من الأمور الرياضية التي مازالت تعيش في دوامة انتظار الفرج لأسباب كثيرة ضع منها ما شئت رغم ثقتي بأنك لن تخرج بأي شيء عدا أننا بالفعل عاجزين عن إيجاد الحلول رغم ثرثرة السنين، يعني لم ولن تسمع من يردد أزمة وعدت في وسطنا الرياضي ولكن (أزمة وبلطت) هي ما تعودنا على ترديده في التعاطي مع الأزمات ولو تحدثنا بواقعية عن مبارتنا القادمة لقلنا إننا لا يمكن أن نتوقع الكثير خاصة بعد ما رأيناه في البطولة الدولية فلاعبونا بالفعل لم يقدموا ما يقنع ولا حتى جماهيرنا قدمت ما يشجع على العطاء من قبل لاعبينا إذاً نحن مقبلون على مباراة فاقدة لكل شيء ما عدا الأماني ودعوة رجل صالح بأن يكون الحظ حليفنا ومعنا في مباراة لا نرى أنفسنا ولا منتخبنا فيها خاصة وأنها أمام العراق الذي غالبا لا يرحم المنكسرين، أكثر ما أخشاه أن تنصب المشانق في حال الفشل ونسمع المطالبات التي تدعو لإعادة تقييم مسيرة هذا المنتخب ونطالب برأس المدرب وإدارة المنتخب والاتحاد السعودي ولجانه فقط لإثبات موقف أو ربما إثبات حضور الاعلام الشريك الذي أصبح ضرره أكثر من نفعه.
ـ تحدث معي أحد منظمي البطولة الدولية وكان مستغربا غياب الجماهير وعندما حاولت أن أبرر هذا الغياب بنتائج المنتخب وأدائه رد وقال الجمهور الانجليزي إذا كان في قمة غضبه يحضر في حدود الثلاثين ألف متفرج في المباريات الودية للمنتخب وأكثر من التسعين ألف إذا كان الأداء والنتائج جيدة بكل أمانة أخجلتني المقارنة وأخجلني هذا الغياب الذي أصبح سمة من سمات جماهير المنتخب.
ـ بكل أمانة أنا من أشد المعجبين بمدرب منتخب الإمارات مهدي علي الذي بالفعل قدم لنا فريق فنان يقدم السمفونيات الكروية بشكل جميل، بالطبع لست أنا الوحيد الذي أشاد بهذا المدرب بل إعلامنا كتب معلقات المديح في مهدي ولا يلام أنا فقط أستغرب ما أشاهده من تناقض تجاه الكوتش سامي الجابر الذي أثبت رغم قصر المدة بصمات عمله الجميل في فريقه الأجمل في الدوري السعودي، تعودنا أن نرى أسلوب (النخلة) العوجا في وسطنا الرياضي ومع ذلك نقول إن سامي يسير على خطى الكبار وسيتغلب في صراعه مع الخصوم وسيسقطهم من نخلتهم العوجاء، بالتوفيق يا كابتن، أعترف أنني لم أعرف الوسط الرياضي الحقيقي رغم خبرة السنين إلا من خلال التويتر وأيضا نظرا لابتعادي عن مدرجات الملاعب لم أتصور أن الشحن والتشنج وصل إلى ما وصل إليه في طريق اللاعودة، دون مبالغة وباختصار شديد (أغلب) المغردين من الجماهير أو الإعلاميين ظلموا أنفسهم عندما نسوا أو تناسوا مخافة الله فيما يقولون واشتروا شهرة تويترهم بآخرتهم حسبي الله ونعم الوكيل.