استعدادات الأندية السعودية لدوري جميل تسير على قدم وساق، فالكل يطمع أن يكون صاحب كلمة في الدوري السعودي الذي للأسف لم يعد الأقوى ولا الأفضل على مستوى المنطقة رغم المحاولات الجادة لترسيخ هذا الموضوع، المتابع لهذه الاستعدادات يجد أن هناك من أعطى موضوع الاستعداد للدوري الأهمية القصوى وهناك من حاول أن يسدد ويقارب خاصة عندما نتحدث عن المعسكرات الخارجية المكلفة مادياً، المؤشرات تقول إن هناك فرقاً عقدت العزم على أن يكون لها كلمة هذا الموسم يأتي في مقدمتها الهلال والشباب والنصر والأهلي والفتح الذي يحاول أن يثبت أنه ليس للحظ دور في قصة العام الماضي، وأيضا الأهلي الذي سيكون أمام تحديات صعبة بدأها مبكراً مع الحظ والظروف حتى قبل بداية الدوري، البقية في اعتقادي لا جديد فلا الوضع المادي ولا إمكانات اللاعبين تساعدهم على المنافسة ولا على تغيير الصورة النمطية لتلك الأندية طبعاً لا يمكن أن ننسى الاتحاد الذي (قتل بنيران صديقة) وقد يطول ابتعاده كثيراً إذا ما استمر مسلسل الديون المتراكمة وإن كان الجميع يعتقد أن منافسة جميل ستكون الأشرس وأننا سنتخطى موضوع المنافسة بين فريقين أو ثلاثة التي تعودنا عليها من سنوات وهذا ربما يعيد شيئا من هيبة الدوري السعودي المفقودة، بشكل عام نقول إننا موعودون بتنافس كبير بين أربعة أو خمسة أندية للظفر ببطولة الدوري مع أن الكثيرين يرشحون الهلال والشباب لهذا اللقب عطفاً على الاستعداد والأسماء التي يملكها الفريقان وكما يقال ليالي العيد تبان من عصاريها مع أن كرة القدم لا صديق لها فليس ضرورياً أن يفوز الأفضل بالدوري السعودي. وجهة نظر ـ قدم الهلال في العين مباراة جميلة أمام كاظمة الكويتي والأجمل أن مستوى اللاعبين والفريق ككل في تصاعد، أكثر ما شدني في تلك المباراة سرعة الكرة وتغيير المراكز وروح الفريق وكأن اللاعبين حفظوا (نوتة) موسيقية أُديت بشكل جميل في أرضية الملعب، المعسكر التدريبي السابق وما شاهده جمهور الهلال في تلك المباراة تعتبر مؤشرا على أن الهلال سيكون فريقاً استثنائياً في دوري زين مع المدرب الاستثنائي سامي مع أن هناك من راهن على فشله، لا نعلم الغيب ولكن نتوقع أن يكون (هلال ها السنة غير). ـ كثر الحديث عن النقل التلفزيوني وما صاحبه من تجاذبات حول إمكانات القناة السعودية لتحمل هذه المهمة خاصة وأن التجربة السابقة لم تكن مبهجة للكثير من المشاهدين نظراً للقصور الكبير في موضوع النقل التلفزيوني خاصة وأن المشاهد لا يملك الصبر على القناة لتخطي العجز والقصور ولا الأندية مستعدة للتنازل عن حقوقها المهدرة، على أي حال طرح هذا الموضوع في منافسة عامة قد يساعد على رفع مستوى الأداء والإخراج والتعليق والتحليل وهذا بحد ذاته تحد كبير أمام القناة الرياضية التي نأمل أن تعطي هذا الموضوع الأهمية التي تناسب احترافية النقل في المنطقة ولن نقول حول العالم مراعاة لفارق التوقيت. ـ يحق لنا أن نفتخر بأننا الأكثر على مستوى شعوب المنطقة تفاعلاً مع كل وسائل الإعلام الحديث خاصة تويتر الذي جعلنا نكون بلد العشرين مليون إعلامي وهذا بحد ذاته إنجاز يستحق الإشادة والإعجاب، المدهش في موضوع تويتر أن هؤلاء العشرين مليون قادرين على الحديث في أي شيء سياسي اجتماعي ثقافي رياضي حتى المجال الطبي لا أحد يتردد أن يخوض في أدق تفاصيله، ومع أني أجد هذا التفاعل أمرا إيجابيا ولكن المحزن في الموضوع حجم (الكراهية) الذي نحمله داخلنا مع من نختلف معهم، فغالباً ما ينتهي النقاش (بالسباب) والخروج عن جادة العقل والوقار ويتحول المتحاورون إلى صبية شوارع لا والي لهم، بصراحة تويتر كشف حقيقة أننا نؤمن بمقولة إن لم تكن معي فأنت ضدي، مع أننا نردد كذباً بأن الاختلاف لا يفسد للود قضية.