تردد الجماهير والإعلام أحياناً أن هذا المسؤول أو ذلك محسوب على أحد الأندية، وهذه الأحكام في الغالب تأتي من خلال استنتاجات الجماهير تجاه تصرفات أو قرارات سابقة تكون دائماً في صالح أحد الأندية، وهذه الحقيقة أصبحت لا تخفى على أحد بعد أن عززتها الأحداث المتكررة مما جعل الجماهير تؤمن بصحتها مهما حاول بعض المسؤولين نفي هذه التهمة عن أنفسهم، نحن غير معنيين بميول هذا المسؤول أو عشقه لأحد الأندية فهذا أمر طبيعي، ولكن ما يعنينا أن يكون هذا المسؤول أميناً على ما أؤتمن عليه من خلال الفصل بين مهام العمل وواجباته وبين العاطفة ليس هذا فقط لأنه مؤتمن ولكن لأن العمل الاحترافي يتطلب أن تكون المعاملة واحدة للجميع دون تفريق وهذه من واجبات وأخلاقيات العمل، في الواقع صدمت عندما قال رئيس النصر إن لديه مصادره في إحدى اللجان وهذه المصادر هي من نقل له خطاب لجنة المنشطات الخاص بإيقاف عبدالغني، هنا أتساءل عن ماذا كان يبحث ذلك المصدر من خلال تسريب تلك المعلومة، ولماذا خان الأمانة من أجل أن يرضي رئيس النصر، بشكل عام هذه الحادثة لم تكن الأولى ولن تكون الأخيرة التي يبحث من خلالها بعض أعضاء اللجان عن رضا مسؤولي الأندية بحثاً عن (جبر خاطر) أو مقولة (هذا ولدنا) المخلص للكيان، بكل أمانة أقول إن أكثر الموجودين في اللجان لم يأتوا إليها بحثاً عن مساهمة في تطوير أو ترك بصمة رياضية أو إدارية بل بحثاً عن الشهرة والأضواء وإرضاء الأندية بأي شكل لكسب مقولة (هذا ولدنا) هذا مخلص للكيان لذا نجدهم لا يتوانون عن السير في هذا الاتجاه حتى من خلال تغريداتهم الخاصة وهذا أيضاً مؤشر على خلط في المفاهيم، شخصياً أجد أننا لازلنا نحبوا إداريا وأننا ما نكاد نتقدم خطوة إلا ونتعثر ونرجع خطوات وكل ذلك بسبب المجاملة في الاختيار وضعف المعايير التي تمم على أساسها عملية الاختيار فجميعنا يعلم أن العمل الإداري في وسطنا الرياضي قائم على التعلم من الخطأ (trial and error) بذريعة أن الذي يعمل هو الذي يخطئ وهذا الأسلوب كان مقبولا في القرن الماضي في ظل شح القدرات الإدارية، أما حالياً أصبح الأمر غير مقبول ولا يمكن السكوت عليه، من يصدق أننا (نغرز) في اتخاذ أي قرار يخص أي قضية رياضية وتصبح أم المعارك رغم وجود اللوائح والأنظمة، أليس هذا دليلا على أننا بالفعل لا نملك أدوات العمل وأن المعنيين بتلك القضايا غير مؤهلين قادتهم الصدفة أو الواسطة لتك المواقع، دعوني أطرح سؤالا على حبيبنا مسؤول الاحتراف عن سبب تصريحه لجريدة إلكترونية بخصوص تسجيل اللاعب اليوناني البديل قبل ظهور البيان الرسمي للجنة الاحتراف، وماذا يمكن أن نسمي مثل هذا التجاوز، ماذا يمكن أن نسمي هذا الحماس؟ مشكلة وسطنا الرياضي الإدارية تكمن في غياب الوصف الوظيفي (Job Descriptions) وحدود مسؤولية كل لجنة لذلك نجد كلاً يغني على ليلاه باسم المسؤولية التي أصبح ضررها على الوسط الرياضي أكثر من نفعها بسبب هرولة الكثير لكسب رضا هذا الرئيس أو ذلك بحثاً عن دور البطولة أمام الجماهير وكله يهون في سبيل (هذا ولدنا) هذا مخلص للكيان. لن أمدح الدكتور محمد باريان مدير القناة الرياضية، ولن أزيد عما قيل فيه، ولكن لأمانة القلم أقول إن هذا الرجل يعشق النجاح ويعشق التحدي، فهو ما يحل بمنصب إلا ويخلق الفرق، بل أقول إنه صعّب المهمة لمن أتى من بعده في أكثر من موقع، وهذا الوضع عايشته عن قرب لذا أنا أجزم أن التطور سيأتي أسرع مما نتوقع وسنشاهد كل جديد مع إدارة الدكتور محمد باريان، فهو ببساطة يملك ديناميكية الإعلامي، وفكر الإداري البعيد كل البعد عن البيروقراطية المعهودة، وهذا قلما نجده في إعلامنا المحلي. ختام صعب في مجريات الشوطين يكفي النصر الصمود أمام الهلال في بطولته المفضلة، ولكن لا أعلم ما سوف تنتهي عليه المباراة، نهائي حذر، عموماً مبروك للفائز. مع التحية للجميع،،