|


فهد المطيويع
رشوة الجلد المنفوخ
2012-12-08

في الواقع أنا لا أعرف أسباب التراخي واللامبالاة من قبل اتحاد كرة القدم تجاه قضيتي (الرشوة الأولى والثانية)، خاصة وأنها تمس سمعة الكرة السعودية كسابقة لم نعهدها في وسطنا الرياضي، أنا لا أدعي أننا مجتمع ملائكي وأننا بمنأى عن مثل هذا الفساد الذي لم يسلم منه أحد لا في البر أو البحر، لذا أقول إن التراخي في معالجة هذه الأمور والتصدي لها سيزيد من مثل هذه الظواهر وسيزيد من انتشارها في وسطنا الرياضي، جميعنا يعلم أن البعض يعتبرون مثل هذه القضايا خطاً أحمر، لا يجب الاقتراب منه أو حتى مناقشته على مستوى الوسط الرياضي لاعتبارات كثيرة مع أننا الآن نعيش في القرن الواحد والعشرين وكأننا لم نسمع من فساد وفضائح وتلاعب بالنتائج في الدوري الإيطالي وكيفية التصدي لها من أعلى سلطة رياضية، الحقيقة تقول إن شغل (الدمدمة) والتستر على مثل هذه القضايا سيزيد من أعبائنا ومشاكلنا الكروية التي طال تعثرها بأسباب جهلنا في التعاطي مع المشاكل المتكررة والتي غالباً ما تكون عواقبها أسوأ مما نتوقع، في قضية اللاعب والرئيس الراشي والمرتشي كثر اللغط وكثر الأخذ والرد رغم أن القضية لا تحتمل كل هذا التسويف (استدعاء الطرفين) التحقيق، تحويل القضية للجهات الأمنية بعد اكتمال الملف (وصلى الله وبارك)، لماذا نترك الباب مشرعاً على مصراعيه للتأويل والشائعات، لماذا نترك سمعة الكرة السعودية على كل لسان؟ أسئلة لا أجد لها أجوبة مقنعة رغم خطورة الموقف، مشكلتنا أننا ننظر لكرة القدم أو الرياضة بشكل عام على أنها جلد منفوخ ولعبة الركض (وناول ناول) مع أنها أكبر وأرقى من ذلك بكثير، لذا فهي تعتبر قيمة وثقافة عند الآخرين لذا تجدهم لا يتسامحون مع من يحاول تشويه هذه القيمة وهذا المفهوم للرياضة لذا فقراراتهم حاسمة لا تهاون ولا تراخي خاصة عندما يتعلق الموضوع principles of sport الذي هو في واقع الأمر أكبر من نظرتنا ومفهومنا تجاه هذا الجلد المنفوخ، أتمنى أن يكون تعاملنا مع الرياضة أكثر وضوحاً ونحدد موقفنا تجاهها، إما أن تكون جلداً منفوخاً ونتعامل مع الرياضة على هذا الأساس ونوفر (أموالنا) وعبثنا الاحترافي، أو أن نأخذ الموضوع بجدية كاملة كما يفعل الآخرون مع الرياضة ولا ندع الأمور تسير بالبركة. وفي الختام أرجو ألا تزيدوا تشمت الناس بنا خاصة ذلك الذي دائماً ما يكرر على مسامعي عندما أتحدث عن الاحتراف وتطوره بقوله أنتم تتحدثون كما يتحدث المحترفون ولكن لا تعملون ما يعملون You Talk the Talk, but not Walk the Walk. وجهة نظر أنا أرفع القبعة للأمير تركي بن خالد عضو شرف النصر الذي رفض رئاسة الهلال في وقت سابق رغم محاولات مقدمي تلك الدعوة لكسب وده وماله لصالح الهلال، أنا أتفهم رفضه وعدم قبوله تلك الرئاسة لأنه إنسان ذكي يعرف أنها لم تكن لتقدم له لولا ملاءة مالية أولاً، وخبرته الرياضية ثانياً، وهذا سبب كاف لتقديم الدعوة، وما ينطبق على الأمير تركي ينطبق على رئيس نادي الشباب الحالي والذي رفض رئاسة النصر عندما قدمها له الأمير عبدالرحمن بن سعود (رحمه الله)، في النهاية مثل تلك الدعوات تقدم بسبب المال والذي تتغير معه قناعات وأشياء أخرى كثيرة. آخر الكلام بصراحة لم أعد أفهم طريقة أو أسلوب مدرب الهلال ولا لاعبيه، فهم في القمة في مباراة وفي القاع في مباراة أخرى لا لون ولا طعم ولا رائحة، في ظني أن مثل هذا الأسلوب لن يؤكل عيش ولن يساعد على المنافسة خاصة وأن الفريق دخل معمعة الدور الثاني من الدوري وغير مقبول أن يستمر المدرب يدور في فلك التجربة، عموماً مجموعة الهلال الآسيوية مجموعة نارية ولا تحتمل مثل (هالحوسة) حتى وإن كان الوقت مبكراً على التوقع.