لا أعلم سبب مقنعاً لغضب الجماهير الهلالية من انتقال أحمد الفريدي للاتحاد، وأسامة هوساوي للأهلي وتحميل الموضوع أكثر مما يحتمل، رغم علمها أننا نعيش عصر الاحتراف الذي ينادي بالبحث عن الأفضل ومن يدفع أكثر ولا مكان فيه للانتماء أو العاطفة، ومثلما رحل الفريدي وهوساوي سيأتي آخرون ويرحل مثلهم سواء في الهلال أو غيره من الأندية، وستستمر عجلة التغير في كل مكان، وفي نهاية الأمر هي رغبة شخصية يجب أن تحترم، أعلم أن الإدارة الهلالية لا ترغب في التفريط في لاعبيها ولكن قدر الله وما شاء فعل رغم أنه كان بالإمكان أحسن مما كان لو تم التعاطي مع هذا الملف باحترافية أكثر بعيداً عن العاطفة واتفاقية (الجنتل مان) ولو حدث ذلك لربما استفاد النادي على الأقل مادياً من هذا الانتقال وكما يقالsomething better thannothing)، عموماً الموضوع أصبح من الماضي ويجب أن يكون كذلك خاصة وأن الفريق يسير بشكل تصاعدي نحو البطولة متجاوزاً عثرة البداية من خلال الانتصارات المتتالية وهذا يثبت أن الزعيم لا يتوقف على أحد مهما كبر أو صغر، وقد يعتبر هذا أمرا إيجابيا بالنسبة للهلال الذي لم يهتز ولم يتأثر رغم نجومية اللاعبين بل قدم أفضل العروض في مساء لا ينسى بعد أن افترس الأهلي بعنف ودون رحمة وكأنه يوجه رسالة لباقي الخصوم، بشكل عام طريق الاحتراف طريق شائك بالنسبة لأكثر اللاعبين على اعتبار أن المستوى هو حجر الزاوية في العرض والطلب عبر سنين الاحتراف لذا يجب ألا نلومهم في بحثهم عن الأفضل قبل فوات الأوان وقبل أفول المستوى وعندها لا ينفع الندم والأمثلة كثيرة على ذلك، وبعيداً عن انتقال اللاعبين أهمس في أذن كل من حاول الإساءة للإدارة الحالية واستحضار الإداراة السابقة للمقارنة أقول إن الجميع أتى لخدمة هذا الكيان، قدموا وسيقدمون له ما يستحق، لهم إيجابيات كثيرة ولهم أيضاً سلبياتهم فقد فرطوا في العويران والدوخي رغم حاجة الفريق ورغبة اللاعبين في البقاء ومع ذلك لم يقال عنهم إنهم دمروا الهلال، على أي حال هو عتب محب وكلنا نقدر هذا العتب ولكن المرحلة الحالية تحتاج تكاتف الجميع بحثاً عن الأفضل الذي لن يأتي بالبكاء على اللبن المسكوب. وقفات ـ أضحكتني معلقة الكاتب وتغزله في الهلال بعد فوزه الكبير على الأهلي واستحضار كل شيء جميل في ذلك المساء طبعاً ليس حباً في الهلال ولكن نكاية وتشفياً في الأهلي، مشكلة هذا الكاتب أنه يناقض بسرعة البرق ما يقول وما يكتب وبشكل مستمر، فمن كان يخدم من قبل اللجان أصبح الملكي وأصبح الفريق الممتع ومن كان ضعيفاً ومصنوعاً (وشبيك لبيك) أصبح الخيال والجمال والمتعة، قمة التناقض وقمة الاستخفاف و(ترقيص) لا يصدر إلا من مراهقين يبحثون عن الشهرة، أجمل ما في الموضوع أن الجماهير الهلالية لا تلتفت كثيراً لقلم هذا الكاتب فهي فقط تتركه للمناسبات والظروف ليناقض نفسه وما يكتب قلمه، فهذا الخرف كفاها عناء الرد مع أنني أرى أن مثل هذا التناقض فيه استخفاف بالقارئ وعدم احترام ذائقته، على أي حال كل إناء بما فيه ينضح. ـ لماذا إذا أردنا أن نستحضر تاريخ أو أمجاد لاعب يجب أن يكون ذلك على حساب تاريخ وعطاء لاعب آخر؟ لماذا إذا مدحنا ماجد عبدالله يجب أن نستخف بأمجاد سامي أو الهريفي أو العويران والدعيع وآخرين والعكس صحيح؟ بصراحة قمة التعصب وقمة الجحود والنكران لأناس أعطوا وقدموا الكثير لهذا الوطن لمجرد أننا نميل لهذا الفريق أو ذاك، يجب أن نكون أكبر من هذا الطرح البائس ونحمل في قلوبنا الحب لكل من ساهم في بناء تاريخنا الرياضي الذي أخذ في الأفول بسبب ما نحن فيه من تقوقع وتعصب مراهقين، بصراحة لو كان الأمر بيدي لأنشأت متحفاً يجمع هذا التاريخ المتناثر ويجمع إسهامات وعطاء وجهد كل من ساهم فيه من اللاعبين من باب رد الجميل لهؤلاء النجوم الذين قدموا الكثير لهذا الوطن، شكراً من الأعماق فنحن للأسف لا نملك أكثر من ذلك. خاتمة لو استمر الهلال على هذا الأداء وعلى هذه الروح فأنا أجزم والعلم عند الله أن البطولة هلالية.