لن افشي سراً لو قلت ان توقيت البطولة العربية ليس مثالياً بالنسبة للكثيرين حتى من ناحية الأهمية فهي ليست بتلك البطولة المنتظره ولكن مع هذا الكم من السلبيات لهذه البطولة وتوقيتها اجد ان الايجابية التي يمكن الخروج بها انها ربما تكون البداية لبطولة قوية تسهم في اعادة اكتشاف الكرة العربية وان كنت لا اجزم بذلك لسرعة تغير المزاج العربي في كل امور الحياة، الايجابية الأخرى وهي الأهم بالنسبة لي وهي اكتساب اسماء جديدة يمكن ان تكون رافداً للمنتخب الأول على اعتبار ان مشكلتنا الأزلية تتمثل في غياب البديل في اكثر من مركز ولو عدنا للوراء قليلاً لوجدنا ان من اهم الأسباب الرئيسية لتدهور الكرة السعودية هو غياب البديل القادر على تغير واقع الهجوم وتدهور مستوى الحراس بعد اعتزال الدعيع خاصة لو تجاوزنا ثمانية المانيا لوجدنا ان الاخطبوط كان وراء الكثير من الانجازات السعودية فقد اسهم ببراعته في تغطية الكثير من الضعف خلال وجوده مع المنتخب فكان فريقاً لوحده ... بصراحة منتخبنا حالياً اشبه بالفريق الذي يلعب ناقصاً في مناسبات عدة نظراً لغياب البديل القادر على سد الفراغ وخلق الفارق في اكثر المشاركات الماضية طبعاً نحن لا نواجه أزمة اسماء فالإعلام ما قصر في صناعة البراويز ولكن المشكلة الحقيقية في العوامل الأخرى بالإضافة لغياب البديل والتي تتمثل في ازمة العطاء والبذل والمحافظة والفهم الحقيقي لمعنى تمثيل الوطن وهذه القضية بالذات لم تبحث بالشكل المناسب مع انني على قناعة بأن الاحتراف وعقوده المبالغ فيها احد اسباب هذا الخلل ...اعود لمنتخبنا في البطولة العربية والذي يعتبر في نظر الكثيرين منتخباً لا يمكن الاعتماد عليه كثيراً وهذا ليس تقليلاً من الأسماء المختارة ولكن كحقيقة لا يمكن تجاهلها وقد تحدث المفاجأة فمن يدري قد نسعد بالفوز ونسعد ايضاً ببروز اكثر من لاعب في اكثر من مركز خاصة في ظل غياب الضغوط التي في الغالب ما تواجه لاعبي المنتخب مع كل مشاركة... على أي حال نتمنى ان تظهر هذه البطولة بالشكل الذي نتمناه على كل المستويات ونحقق لقب هذه البطولة لنعيد قليلاً من الفرح الذي افتقدناه مع ان تجربة دورة الخليج السابقة اثبتت ان الموضوع ليس اكثر من اسماء تحضر لتؤدي واجب الحضور. وجهة نظر عندما نتحدث عن بطولة اوربا فنحن نتحدث عن اختلاف كلي في مفهوم الكرة على جميع الأصعدة نظراً لقيمة وسمعة المنتخبات المشاركة والتي تضم الأسماء باهظة الثمن , بكل امانة لم ارى الى ما قبل دور الثمانية مستوى يعكس هذه السمعة ولا يعكس حجم الأموال الطائلة التي تصرف على كرة القدم وهذا ما جعلني أخرج بقناعة ان كرة القدم الأوربية اصبحت صناعة وتسويق وهذا ما جعلنا نتفاعل مع زخم هذه البطولة ونقبلها بكل احوالها... قد اكون مخطئاً ولكن مستويات الأندية الأوربية افضل بكثير من مستويات منتخباتها . احترمت وجهة نظر حارس ايرلندا عندما قال ان منتخبهم كان الأضعف في البطولة الأوربية مثله كأي منتخب ضعيف في أي بطولة كبيرة واستشهد بمنتخبنا ومنتخب نيوزلندا على هذه الضعف وهذه حقيقة لا يجب ان نخجل منها على اعتبار اننا دائماً ما نبحث عن التأهل ونبذل الغالي والنفيس لتلك الغاية مع ان مستوياتنا لا تؤهلنا بأن نكون في مثل هذا المحفل الكبير وان كانت ذاكرتنا ضعيفة فذاكرة العالم ليست كذلك والدليل ما يملكونه من انطباع عن الكرة السعودية التي تأخرت في النهوض من سباتها الطويل وإذا عرف السبب بطل العجب . لا املك الكثير من التفاؤل بالنسبة للفريق النصراوي ولا اعتقد اننا سنرى شيئا مختلفا في الموسم المقبل لسبب بسيط هو ان المعانات مازالت قائمة والمشاكل المالية لم تحل ولا يوجد نية لحلها لذا لا يمكن إلا ان نتوقع الأسوأ لهذا الفريق مع كامل احترامي لجهود الأمير فيصل الذي اصبح يصارع على اكثر من جبهة... عموماً نتمنى ان تخيب الظنون ويعود الأصفر لجمهوره الصابر سالماً غانماً . وقفة نحمد الله الذي جبر كسرنا بفقدان (سلطان ونايف بأحمد وسلمان) جعلهم الله ذخر وعوناً لمليكنا المفدى (إنا لله وإنا إليه راجعون)