الحديث عن النصر أمر شائك ومحفوف بالمخاطر لعدم ثقة الجماهير النصراوية فيما يكتب عن ناديها على اعتبار أن من يقدم على هذه الخطوة إما كاره أو حاقد يضمر الشر ما لم يكن من المحسوبين على النصر، وهذا ما زرعه ورسخه السابقون ليحصدها من بعدهم الأجيال الحالية مع أن حقيقة النصر ووضعه العام لا يحتاج لحاقد أو مندس لكي يزيد الأوجاع والخطوات المتعثرة، كنت متفائلا بوصول النصر للمباراة النهائية لكأس الملك مع أنه لم يكن جاهزاً فنياً لمقارعة الأهلي الذي أبدع أيما إبداع هذا الموسم ومع ذلك اعتبرنا هذا الوصول عاملاً مهماً لنفض الغبار والعودة لمنصات التتويج ولكن النتيجة كانت مخيبة وإعادة الفريق للمربع الأول بكل ما فيه مع أن هناك من يعتقد أن المركز الثاني أفضل من الرابع، نقول لهؤلاء مبروك والله يديم الأفراح إن كان هذا أقصى الطموح، شخصياً أعلم أن هناك رغبة حقيقيه لانتشال الفريق ولكن المشكلة الكبرى من وجهة نظري تتمثل في الفكر وطريقة التعامل مع واقع الفريق الفني والدليل عجز محبي هذا الكيان عن الوصول للخطوط العريضة لحل معضلة النصر المتجذرة في أعماق الإناء الذي كشف حجم تباين وجهات النظر بين المحبين بالرغم من قناعتهم بأن ما قدمه فيصل بن تركي من مبالغ مالية لا يمكن أن يقدمها عشرة من أعضاء الشرف مجتمعين وهذا ما يمكن أن نعتبره نوعاً من المكابرة في تقدير حجم العمل والبذل الذي تقوم به الإدارة الحالية، نعم هناك أخطاء وهناك بعض الارتجالية بسبب قل الخبرة ولكن هذا لا يلغي حقيقة أن هناك عملا ومحاولات جادة في تقديم الأفضل لخدمة الكيان وخدمة جماهيره العريضة التي أعتقد أنها بسلبيتها ساهمت في ما وصل إليه الفريق من تدهور مزمن، عموماً الإدارة الحالية كانت تملك أدوات النجاح ولكن لسوء الحظ لم توفق في مناخ صحي يساعد على تقديم الأفضل خاصة بوجود نوعية من أعضاء الشرف إللي (لا من خيرهم ولا كفاية شرهم)، في تصوري إن المطلوب حالياً من محبي النصر وجماهيره هو أن يكون لها كلمة وموقف تجاه هذا التخبط الشرفي خاصة أن الجماهير النصراوية تملك الكثير لتقوله وتملك قرار تغيير دفة هذه الصراعات لصالح الكيان، من الجانب الآخر ما يمكن عمله من قبل الإدارة الحالية هو التركيز على حسن الاختيار ومراعاة حاجة الفريق الفنية والتخلي عن إعطاء الوعود بالإضافة للتواصل الإيجابي مع أعضاء الشرف مهما كان حجم الخلاف أو الاختلاف والسعي لتوفير المبالغ اللازمة لتنفيذ المطلوب عدا ذلك فإنكم جمعياً تحرثون البحر. وجهة نظراً ـ زف الأمير عبدالرحمن بن مساعد خبر ترشيحه لرئاسة الهلال للأربع سنوات القادمة وبقاء سامي الجابر ورحيل هاسيك وبقاء الفريدي، تذكرت تصريح الأمير وأنا أشاهد تقريرا عن ردة فعل الجماهير الهلالية بعد فوزها الكبير على بني ياس والتي كانت فرحة ممزوجة ببعض الأسى على حال فريقها رغم تحقيقه لبطولة كأس ولي العهد وكأنها تقول لرئيس الهلال عما يمكن أن يتوقعه جمهور الهلال من سموه الموسم القادم خاصة وأن هذا الموسم تخلله الكثير من الأخطاء الكوراثية التي تسببت في تدهور مستوى الزعيم، ببساطة الجماهير الهلالية لن تقبل مدرباً أقل من جيريتس ولا لاعبين أقل مستوى من رادوي أو نيفيز أو ويلي في بداياته أضف إلى ذلك عودة ياسر ومهاجم آخر لا يقل عنه مستوى ولاعب مميز يسد غياب أسامة عدا ذلك فإن لسان حال الجماهير الهلالية يقول (كنك يا سمو الأمير ما غزيت) لا أنت ولا سامي. ـ توقفت أغرب حكاية برنامج خليجي ترك الخليج بكل ما فيه ليناقش مواضيع الرياضة السعودية ولا شيء غير المواضيع السعودية، يتفق معي الكثيرون أن أكثر الموضيع التي تم طرحها على طاولة البرنامج كرست التعصب وزرعت الفتنة بين جماهير الأندية بشكل واضح والدليل ما نشاهده من تجاوزات لم نعهدها في مدرجات الملاعب نتيجة لهذا التكريس، عموما نأمل أن تخف حدة التعصب بنهاية هذا البرنامج الذي كان ضرره أكثر من نفعه ولن أبالغ لو قلت إن هذا البرنامج يعتبر بصمة سوداء في تاريخ كل من شارك فيه لأنه ببساطة أساء لرياضة الوطن. فقط تذكروا ردة فعل عامر عبدالله وعدنان حمد تجاه سطرين كتبا في مقال فقط لتعرفوا حجم تجاوزات هذا البرنامج وشرشحته الأسبوعية. خاتمة مبروك لأندية الوطن فقد أعادت لنا بتأهلها بعضاَ من الفرح الكروي الذي افتقدناه.