لا أجد كثيراً من الفائدة من استقالة الأمير نواف من اتحاد كرة القدم ليس بسبب الوقت ولا بسبب التعاطف ولكن بسبب أننا تعودنا على مثل تلك القرارات العاطفية وردة الفعل الوقتية مع كل إخفاق دون البحث عن الأسباب الحقيقية التي أدت إلى هذا التدهور وهكذا دواليك ندور حول أنفسنا من سنوات رغم كل المؤشرات التي توضح الأسباب الحقيقية لهذا الإخفاق, مشكلتنا في الواقع تكمن في ضحالة الأسلوب في مناقشة القضايا التي يتناولها الوسط الرياضي والتي دائماً ما تتم بشكل سطحي وقد أعزو ذلك لضعف الخبرة أو لاختلاف التوجهات بين أطراف مثلث الكرة السعودية (الاتحاد والأندية والإعلام) فكل يغني على ليلاه, الاتحاد السعودي لكرة القدم ساهم بشكل كبير في ما وصلت إليه الكرة من تدهور بسبب ثقته في القائمين على الأندية رغم القصور الإداري الواضح في أداء العاملين فيها أضف إلى ذلك كما قلنا اختلاف التوجهات فكل يبحث عن مصلحته وإبراز إنجازاته, ببساطة اتحاد كرة القدم أغفل رسم الاستراتيجيات والخطوط العريضة للتطوير ومتابعة تطبيقها واكتفى فقط بسن الأنظمة والقوانين وترك مسألة التخطيط ورسم الاستراتيجيات للأندية وترك لها الجمل بما حمل ربما بسبب شعوره بالتقصير في مسألة الدعم المادي الشحيح جداً مقارنة بما يصرف على الأندية في الدول الأخرى وهذا أيضا أحد أسباب هذا التدهور (أحلام كبيرة وأندية فقيرة) في كل شيء , الجميع يعلم أن الأندية هي المصدر الأساسي لصقل اللاعبين وتنمية موهبتهم من خلال الاهتمام بالفئات السنية وهذا لم يحدث على ارض الواقع وترك الأمر برمته في يد الأندية ومسئوليها ومبادرة رؤسائها وهذا الموضوع بالذات أسهم بشكل كبير في انتكاساتنا المتكررة وأنا في الحقيقة لا أجد ما يمنع من فرض رؤية الاتحاد فيما يخص الفئات السنية أو تطبيق الاحتراف الصحيح كأحد شروط التعيين لرؤساء الأندية , بكل تجرد نقول إن الاتحاد السعودي عانى كثيراً من غياب أصحاب الخبرة الحقيقية ممن يملكون التخصص في وضع الاستراتيجيات والخطط حسب الأولويات للكرة السعودية بسبب المحسوبية التي نتمنى أن تكون من الماضي مع بداية لعلاج الحقيقي للكرة السعودية. نقاط متفرقة ـ أكثر اللاعبين السعوديين يملكون الموهبة ولا يملكون الطموح لذا فهم يكرهون التغيير في ظل توفر كل ما يطمحون له من رغد العيش, نحن نتمنى لهم المزيد ولا نطلب سوى العطاء الذي يوازي ما يحصلون عليه من خلال عقودهم التي في الواقع لا تعكس قيمة فنية حقيقية على أرض الواقع, محزن أن يقابل لاعبونا كل هذا العطاء وهذا الحب بمثل هكذا برود وعدم جدية. ـ بداية الهلال الآسيوية لم تأت كما تحب جماهير الزعيم ، مشكلة لاعبي الفريق الهلالي لا يملكون الثقة فيما لديهم من موهبة لذا فهم دائماً تحت ضغط هاجس الفشل في هذه البطولة المستعصية , في ظني لو تعامل اللاعبون الهلاليون مع هذه البطولة كأي بطولة حتماً ستكون النتائج مختلفة, يجب أن ننسى أسلوب التبرير الذي تعودنا عليه في مثل هذه المناسبات, نكون أو لا نكون هو الشعار الذي يجب التمسك به في مثل هذه المشاركات. ـ من خلال استضافتي المتكررة في برنامجي الرياضي الأسبوعي stadiums للمدربين العاملين في الأندية أو المنتخبات السنية أجدهم دائماً متفقون على تقصيرنا في الاهتمام بالفئات السنية ودائماً ما يسألون عن أي مستقبل نتحدث في ظل هذا الإهمال, اتفقوا أيضا أن الاهتمام بهذه الفئات دائماً ما يتوقف على مبادرة أعضاء الشرف في الأندية قالوا وقلنا ولكن لا حياة لمن تنادي ضاعت الكرة السعودية بسبب التعصب للألوان وغباء الإثارة الإعلامية. وقفة ـ نشكر الاتحاد على نتيجة مباراته الأولى فقد ادخل الفرح في نفوس الجماهير المتعطشة لمثل هذا الفوز فقد سئمنا التغني بالأمجاد الماضية في ظل انكساراتنا المتكررة, بداية جميلة للعميد سيد هذه البطولة. ـ مدير المنتخبات محمد المسحل سبق وقته لذا فإن لغته وأسلوب عمله غير مفهوم للكثيرين, أعانك الله يا أبوحسن على حمل تركة فشل السابقين. مع التحية للجميع