|


فهد المطيويع
إعلام ناقص
2011-11-12
لا أحد ينكر أن توالي سقطات الفشل الرياضي في أكثر من مناسبة ولد إحباطا لدى أكثر المتابعين، وخلق حالة من اليأس في عودة الزمن الجميل لإنجازات الرياضة السعودية التي أصبحت مثار استغراب لدى الكثيرين، خاصة وهم يسمعون عن حجم الدعم المالي والمعنوي الذي تحظى به الرياضة السعودية, المحزن أن تلك السقطات لم تقتصر على الضعف الفني فقط والعجز في مجارات الآخرين في أكثر من مناسبة.. بل تعداها إلى سقوط تنظيمي وجهل بالأنظمة والآلية والتطبيق, طبعاً لست سعيداً بالحالتين (الضعف الفني والإداري) ولكن في نفس الوقت ضد تصيد الإعلام لمثل تلك الزلات وتضخيمها بشكل أكبر مما تحتمل، خاصة أن طريقة التعاطي مع مثل تلك السقطات توحي بأن هناك من ينتظرها بفارغ الصبر لتصفية حسابات على صفحات وقنوات الإعلام. المتابع لما يطرح حول هذه الأخطاء يلاحظ أن ما يتم مناقشته لايكون طرحاً بناء ولايقدم أي حلول لتفادي مثل هذه الأخطاء في المستقبل، بل إن النقاش دائماً يتمحور حول ضعف خبرة الإداريين الذين يجب تغييرهم بأفضل منهم، وأنا لا أعلم من هم الأفضل لكي يتم تعيينهم.. خاصة مع شح المواهب الإدارية الفاقدة للخبرة الحقيقية وليست الخبرة التراكمية المكتسبة من خلال طول الممارسة, مشكلة الإعلام أنه يعتقد إنه معني فقط بتصيد الأخطاء وتقديمها كما هي للمتلقي، متناسيا أن هناك أدواراً أخرى بجانب هذا الدور والتي هي الإرشاد والتثقيف والمساهمة في رفع المستوى عن طريق مناقشة المشاكل وأسبابها ووضع الحلول لتفادي تكرارها في المستقبل.. وهذا للأسف غير متاح حالياً نظراً لقصر نظر بعض القائمين على بعض أجهزة الإعلام المهمة.. ممن يعتقد أن مهمته تنتهي بطرح المشكلة دون الاهتمام ببقية التفاصيل، وقد أزيد بأن الإعلام الناقص لايمكن أن يضيف أي شيء لأن فاقد الشيء لايعطيه, في نهاية الأمر أقول إن إعلامنا ينقصه الكثير ليكون شريكاً فاعلاً لحمل مهمة الإعلام التي نعرفها بعيداً عن التصيد والبحث عن الإثارة المزعجة.

وجهة نظر
ـ لم أكن في السابق أتخيل أن هناك أناساً قادرون على الحديث في كل شيء يخص الرياضة بكل ما فيها، ولكن بفضل الله ومنته أصبح هذا الحلم حقيقة، فنحن ولله الحمد نرى أشخاصاً بشكل دائم من خلال قنوات رياضية متعددة يتحدثون عن كل شيء من (الإبرة إلى الصاروخ) دون أي تردد أو خجل, معقول فيه ناس بهذا الحجم من العبقرية, بصراحة أنا أعتقد أن من يحترم نفسه وتاريخه لايرضى أن يكون (كاسيت أو سي دي) في الفاضي والمليان (والتهقيص) في كل شيء, ياهوه شوية حياء صدعتوا رؤوس المسلمين.
ـ تتحدث الأندية عن مدى تضررها من مشاركات المنتخبات السعودية التي أصبحت تشارك في أكثر من اتجاه.. وهي لاتلام في ذلك نظراً لحجم ما تتكبده الأندية من خسائر.. خاصة أنها تفقد الكثير من اللاعبين في أوقات مهمة، ولكن عزاء هذه الأندية وعزاءنا أن مثل تلك التضحية ستأتي أكلها قريباً.. خاصة إذا تأهل المنتخب للمرحلة الرابعة من تصفيات كأس العالم.. حينها ستفخر بأنها ساهمت في إعادة توهج الكرة السعودية من خلال تلك التضحية.

وقفة
ـ تم إرسال هذا المقال قبل مباراة منتخبنا أمام تايلاند.. ومع هذا أتوقع أن نرى الوجه الآخر لمنتخبنا الذي طال انتظاره.