يتناول الإعلام بكل أشكاله قضية الاحتراف الرياضي والمبالغة في عقود اللاعبين التي وصلت لأرقام فلكية رغم غياب العطاء الذي يوازي تلك العقود وأرقامها الباهظة وهذه المشكلة بالذات ليست مقصورة على الأندية السعودية بل إنها مشكلة المشاكل للكثير من الأندية العربية والخليجية , قد نتفق وقد نختلف حول ماهية الاحتراف داخل المملكة العربية السعودية ولكن الشيء الذي نتفقد علية هو أنه لا وجود للاحتراف بمعناه الحقيقي الذي يسهم في رفع مستوى الكرة السعودية وإن كنت أتعاطف كثيراً مع اللاعبين حول عقودهم خاصة وإن أغلبهم لا يكون محظوظا مع هذا الاحتراف نظراً لقصر المدة ناهيك عن الإصابات ومطبات أخرى قد تحرم اللاعب البقاء طويلاً في عالم الشهرة طبعاً هذا لا يعني أن عالم الاحتراف بهذه السواد هناك الكثير من الأمور المبهجة بالنسبة اللاعبين السعوديين ولكن قد تتغير الأمور فمن تراه اليوم نجماً محبوب تطارده الأعين وفلاشات الإعلام يكون نسياً منسياً بسرعة الصاروخ وأسرع مما نتوقع أو يتوقع اللاعب نفسه والأمثلة لدينا كثيرة في عالم المجنونة , مشكلة اللاعب السعودي ليس فقط الأداء والمستوى داخل الملعب هناك أيضا أمور يجب أن يضعها في الحسبان منها إرضاء الرئيس ونائبه وأصدقائه وكل (من لهم حق عليه) أضف أن مزاجية مدير الكرة التي يجب أن يحسب لها اللاعب ألف حساب حتى مسئول الملابس أحيانا يكون له تأثير على مسيرة هذا اللاعب أو ذاك أي أن مسيرة اللاعب دائماً ما تكون على صفيح ساخن ومهدده بالانتهاء بسبب الإصابة أو تلك الأمزجة وقد نستثني اللاعب الكبير ماجد عبدالله في الماضي ومحمد نور في الحاضر من هذه المعادلة حيث أن الاثنين خطوط حمراء بالنسبة للجماهير أو حتى الإدارات المتعاقبة , المحزن أن من يتخذ قرارات الأبعاد أو إنهاء مسيرة لاعب لا يكترث كثيراً لآثار مثل تلك القرارات الارتجالية على المدى القصير أو الطويل بذريعة أنه لا وجود للعاطفة في عالم الاحتراف وأنا اتفق مع هذا القول وأضيف أيضا أن من حق اللاعبين البحث عن الملايين من خلال العقود المميزة وأن يستغلوا ما لديهم من موهبة لكسب أفضلها لأنهم في نهاية الأمر أناس يبحثون عن تأمين مستقبلهم ومستقبل أسرهم قبل أن (يحوس الطين صافيها) بإصابة أو قرار جائر من رئيس عابر أو مدير كرة جائر كفانا الله شر الجائرين.

وقفات
- لم أستغرب ردة فعل الجماهير تجاه ما قاله الكابتن جاسم الحربي بحق الفذ ماجد عبدالله محبوب الجماهير السعودية خاصة وهو من صنع (هيبة) لهجوم المنتخب السعودي بعد سنين من الجفاف ما أستغربه فعلاً ما قاله أحدهم من خلال محاضرة (عمود) أو مقال منتقداً سلاطة لسان الحربي تجاه ماجد متناسياً أنه نفسه دخل في ضمائر جميع العاملين في لجان الاتحاد السعودي فقد خون الجميع وجعلهم محاربين للنصر لصالح الهلال , تناقض ليس بمستغرب على صاحب الضمير المتورم الذي لم يسلم منه أحد والله (يفك) بلاتر.
- مبروك نقولها لجميع أفراد منتخبنا للشباب بعد أن قدموا المستويات الجميلة في بطولة العالم فقد شرفوا الكرة السعودية بما قدموه , وما نتمناه هو أن يتم المحافظة على هذا المنتخب ليكون نواة بطولة العالم 2014 وإن كنت أخشى أن يضيع هؤلاء الشباب بسبب الإهمال أو تنافس الأندية في كسب عقودهم من باب التباهي دون النظر لحاجة فرقهم لهؤلاء اللاعبين , أعيد وأكرر بأن هذا المنتخب قدم ما يشرف ويستحق الدعم والتكريم من الجميع.

آخر الكلام
إعارة ياسر مكسب للعين وخسارة للهلال ليس على المستوى الفني فقط ولكن أيضا على مستوى الجماهيري والإعلامي, المؤكد أن نادي العين كسب شريحة جماهيرية عريضة داخل السعودية والخليج.