|


فهد المطيويع
كان زعيماً فهوى
2010-10-23
لن نبكي على اللبن المسكوب.. حتى لو كان وقع الخروج من البطولة الآسيوية مريراً وصدمة مؤلمة لجماهير الهلال والشباب، بعد أن كانا قاب قوسين أو أدنى من التأهل للنهائي الآسيوي عطفاً على المستويات السابقة.. وأقصد هنا مستوى وعطاء لاعبي الهلال في إيران وفوز الشباب بعد كفاح طويل أمام الفريق الكوري, دعونا نعترف بأن الهلال لم يكن الهلال ولا الشباب كان الشباب لا روح لا قتالية لا شيء يوحي بأن الفريقين على أبواب الوصول للنهائي الآسيوي، ودعونا نعترف أن مثل هذا الفشل أصبح سمة من سمات اللاعب السعودي الذي يغيب في أحلك الظروف وفي المواقف الصعبة، ودعونا أيضا نعترف بأن إعلامنا يساهم في كثير من الأحيان في أن يعيش اللاعبون أحلاماً وردية قبل اللقاءات المهمة.. وهذا ما حصل بالنسبة للاعبي الشباب والهلال.. الذين اعتقدوا أنهم أقرب للتأهل، لذا غابوا وبقيت قمصانهم على المستطيل الأخضر, لم نر في الواقع جهداً يليق بالمناسبة من لاعبي الفريقين الذين يملكون الموهبة ولا يملكون روح التنافس ولا القتالية، ولا يجيدون التعامل مع ظروف المباراة داخل الملعب، وهذه حقيقة وواقع أثبتته التجارب السابقة. تذكروا لقاء السعودية والعراق في نهائي الآسيوية عندما عرف العراقيون مفاتيح هزيمة المنتخب السعودي رغم تفوق لاعبي الأخضر على المستوى الفني. أيضا خسارة صغارنا بطولة الخليج رغم هزيمتنا للبطل الإمارتي في بداية البطولة، وأيضا خسارة منتخبنا تحت 19 في البطولة الآسيوية الأخيرة.. ولولا تأهله لبطولة العالم لعدنا نجرأذيال الهزيمة وكأننا (لارحنا ولا جينا) .. والأمثلة كثيرة. ما أود قوله من خلال هذه الأسطر إنه يجب أن نعطي هذا الجانب الاهتمام المناسب، بعد أن كلفنا التخاذل ورهبة الحدث الكثير على مستوى المنتخبات والأندية التي يجب أن تعيد النظر في أسلوب تنشئة اللاعب السعودي في المراحل السنية، وأهمية أن نزرع روح التنافس والقتالية في نفوس اللاعبين داخل الملعب, وقد أذكر بمسيرة المدرب عمر أبوراس الذي لم يكن يملك أكثر من زرع الحماس والقتالية في نفوس اللاعبين.. وحقق بعض النجاح رغم قلة إمكانياته التدريبية.. عموماً أتمنى أن نجد حلاً لإيقاف نزيف الخسائر غير المبرر.

وقفة
لم استغرب رد فعل الشامتين لأنهم لايملكون أكثر من ذلك، خاصة أن فكرهم واستيعابهم للواقع والمفهوم الرياضي لايتعدى أرنبة أنوفهم، ولكن يجب في نفس الوقت أن لا نتجاهل حجم الشرخ الذي أحدثوه على مستوى فهم التنافس، والذي حتماً سنرى آثاره عندما تلعب فرق أخرى في البطولات المقبلة، ولكن الأمل معقود على المسؤولين لتدارك هذه المشكلة، وأيضا على وعي الجماهير المخلصة لوطنها.. لتخطي معضلة تلك (الشرذومة) الله (يفشلهم).. وعلى رأسهم راعي البعارين الذي أجزم أنه (توهق) بالوعد الذي قطعه على نفسه.
استقالة الأمير عبدالرحمن خسارة للوسط الرياضي وليس الهلال فقط.. الذي سيعاني كثيراً في ظل ارتفاع معايير طموح الهلاليين.. الذين لن يرضوا بأقل مما قدم في عهد الأمير عبد الرحمن الذي صعب المهمة على الآخرين, عموماً نتمنى التوفيق للرئيس القادم مع الأخذ في الاعتبار الاستفادة من خبرات الإدارة السابقة، لأنها كانت منعطفاً مهماً في مسيرة الهلال.
الهزيمة الآسيوية وضعت الهلال على طبق من ذهب لغريمة النصر في الديربي المقبل، وكما يقال (جاك يامهنا ما تمنى)،هلال كان صرحاً فهوى وتبعثرت معنويات وكبرياء لاعبيه، وإن لم يتحقق المراد فلن يهزم النصر الهلال ولو (جابوا ميسي وكريستيانو), في الواقع هذا اللقاء فرصة لإسعاد الجماهير النصراوية بعد طول سنين، وعملاً بفلسفة الملاعب الترابية إذا(فاتتك البطولة لايفوتك الهلال ضحية الإعلام) بمباركة كريمة من الإدارة .