إذا بدأت بكتابة مقالتك الأسبوعية ووجدت معركة بين مجمل أفكارك فذاك يعني ضرورة اختيار الفكرة الشاملة والتي تتولد منها على الأقل ما كنت تتمنى كتابته وبالذات حينما تشعر أن العالم كل العالم ينتظر هذه الكتابة مثلها مثل الخطاب الأسبوعي لـ"الرئيس الأمريكي " وهو الوهم الذي يسيطر على جلنا .. ومع مرور الوقت تكتشف الواقع المر لمجمل الكتابات التي لا تحمل أدنى الأسس الرئيسة لتشكيل مقالة.. ثم يتبين لك حجم الإحراج الذي يقع على عاتق "رئيس التحرير" في أي صحيفة نحو اختيار واحد من الشطار لاحتمال تبعات أفكاره أن وجدت أو تحمل تبعات الأحصاء اللغوي على ما يقال: "دنيا وآخرة".
لقد قدر لي قراءة جل الكتابات التي ارتبطت بزوايا مختلفة يومية أو أسبوعية في الوسط الإعلامي الرياضي ناهيك عن تلك التي توسدت المواقع الالكترونية أو الأخرى الاجتماعية المرتبطة بالواقع الرياضي أو بمناقشة قضايانا على طريقة " طبيب جراح" ، فوجدت ندرة في الأقلام المتحررة مع مرحلة فرض قيود رأس مالية على الأفكار في الدعم والاستشهاد لاستمالة تاجر على الآخر وهي الكتابات المنظمة والتي تدار بطريقة " المافيا " كما أنك ستكتشف بحراً من الكتابات التي لا تختلف عن " اهزوجة المدرج " والقذف بالقوارير الفارغة .
طبعاً هناك دعماً " لوجستيا " خطيراً لبعض الأسماء التي تخترق الساحة الرياضية الإعلامية وتسعى لتشكيلها ونقل " الرأي العام " من خلالها كما هو الحال بالنسبة لشركات الدواء المتهمة بنشر فيروساتها لتحقق معادلة الكسب في العلاج علماً بأن فكرة الرأي العام مجرد فكرة مكتبية ليست أكثر من ذلك ويمكن الاستفادة منها وفرد مساحتها على مختلف الأطر خاصة أن هذا العمل "اللوجستي" ليس عملاً متصادفاً بقدر ما هو محبوك بعناية.
إن الحقيقة التي أعيشها بطريقتي وأقرأها من زاويتي ليس من الواجب تصديقها فأنا أملك الرأي ومن الاستحالة أن اجعله يتملكني حتى أدافع عنه بالقوة الجبرية وبالتالي ربما تكون فكرتي حول هذا الأمر مجرد أحاسيس شخصية ليست مرتبطة بالواقع الذي نعيشه خاصة وأن الأفكار المتفردة والكتابات المتحررة تظهر بطريقة عشوائية لا تساعد نحو الإيمان بها أو بدوافعها ، في حين تظهر الكتابات "المافياوية" بأسلوب منظم سهل الاقتناع به وتأتي "كل فكرة تدافع عن أختها" حتى تمنحك صورة مكتملة ومبسطة.
لقد المحت لذلك مراراً وأعلنته جهاراً منذ بداية مشاركتي للزملاء في هذه الصحيفة على طبق من قشر " برتقال " يتخذ منه القاضي تعويذة متفردة للنطق بالحكم دون براءة منه للمفردة.. لأن اختراق الكتابة الرياضية بات سهلاً وإن كان السواد الأعظم يقوم به "قطة" أو "فزعة" من أجل ناديه المفضل في سبيل إغلاق الجوانب الفنية التي تحتم على الفريق الأفضل تحقيق معادلة الفوز والكسب المشروع .
أنا لازلت انتظر الفكرة، رغم أن كتاباتي المزدحمة بالمشاعر والأحاسيس لا تساعدني نحو اختيار فكرتها، ورغم أن همكم الأول وصبركم علي يحكمه قدر الاسفاف والسقوط اللفظي كأن اصف حال الإعلام مابين "نطاط ونقاط" وفي كلتا الحالتين تبقى الحالة مجرد فكرة.