|


فواز الشريف
المدرج المضطرب
2014-08-19

اليوم تنطلق مرحلة مهمة من مراحل البحث عن اللقب الآسيوي المفقود على الرغم من تحسن ولو بشكل طفيف صورة المسابقة بما يتوافق بين أندية الشرق والغرب لهذه القارة المتناقضة والمتضادة والمترامية الأطراف والمتباعدة، حيث يحل الاتحاد ضيفاً على شريكه القديم العين في المنافسات الأولية، كما هو الحال بالنسبة للسد الذي يواجه الهلال.

طبعاً نحن بحاجة لهذا اللقب الآسيوي وبالذات في مرحلة كهذه تشهد تحسناً طفيفاً على مشوار الأخضر صوب نهائيات الأمم الآسيوية التي ستقام في أستراليا خاصة ونحن أسسنا الفرح في هذه المشاوير منذ زمن بعيد، تعلمنا الاحتراف والانحراف فلم نجد وسيلة مثلى للعمل على العودة صوب المقدمة سوى العمل الجاد وبرغم الضرب في خاصرتنا من الداخل عبر إعلام مضطرب ومدرج مثله وجدنا أنفسنا في مكاننا نراوح.

أعرف أنه بإمكاني استغلال هذه المساحة التي اتيحت لي من قبل الزملاء لأستكمل مشوارا عشت فيه ضجيجاً لا ينسى وأسست فيه أولى مراحل القدرة على تشكيل الرأي والرأي الآخر، ومع هذا فضلت الهدوء على الضجيج، والاستسلام على الحرب، والصمت على الكلام فضلت فيه قراءة المشهد من الجانب الأبيض فلا حربنا الرياضية ممتعة ولا قتالها شريف.

فتشت في ملاعبنا عن مشجع يبلغ مقعده في المباراة عبر وسائل المواصلات العامة، تأخيرها، زحمتها، ربكتها مثلما يحدث في العالم فلم أجد سوى مشجع يبلغ مقعده في الصفوف الأولى للمباراة بسيارته الخاصة، فتشت عن مشجع يقتطع من رغيف خبزه ليطعم خزينة ناديه مثلما يحدث في العالم فلم أجد في مدرجاتنا ذلك حتى ثمن التذاكر لا تقارن مطلقاً فوجدت أن كل ما هو مطلوب منا الحضور ونثر القهقهات والاستمتاع بمشاوير الفرح والبهجة ومع هذا لا نجدنا نعرف معنى لهذه البهجة ولا لتفاصيل غرس الفرح فيمن حولنا فكلنا يذهب بمشاعر سلبية يعتقد أننا سنحتمل تفريغها على رؤوسنا.

نعم لدينا إعلام رياضي مضطرب يغزل أوهن بيوته حول المدرج ليملي لهم ما يقول أو يقرر، لدينا تعليق على المباريات مضطرب يهمه من هذه الرسالة التثقيفية زيادة عدد المتابعين ويستعد قبل المباراة ببعض أبيات الشعر وكثير من النثر عل حصيلته تزداد، لدينا محلل فني مضطرب يبحث كما يبحث المعلق ولا يستطيع أن يقول " هذه خطة عقيمة " أو " هذا الفريق ضائع " لأنه لن يجد نفسه في هذا الكرسي مرة أخرى، ومدرج مضطرب، ورؤساء أندية بحاجة لمن يعيد صياغتهم ويعيد على أسماعهم أحاديث أخرى حول أهمية المرحلة والرسالة السامية في قيادة أنديتهم، بل لدينا جمهور وبعد القتال على تذكرة واحدة يجد أن أفضل وسيلة لتنفيذها في المباراة القيام بدور المزهرية وليست تلك التي نتخذها للزينة بل التي تتكسر على رأس الحكم في حالة الفوز أو الخسارة .

نحن بالفعل بحاجة لعمل جاد لخلق إعلام نخبوي وجماهير ممتعة تدرك أن كرة القدم جزء جميل من تفاصيلها وأن مسابقاتنا المحلية نافذة جميلة لنطل معها صوب العالم وهو ما أرجوه على الدوام من خلال ورش عمل في الأندية لروابطها وفي الاتحادات للجانها وفي الإعلام اليتيم حيث الأمانة والمسؤولية لحين تأسيس جهة تتبناه أو تهتم لشأنه.