|


فواز الشريف
مهجول في البرازيل
2014-05-20

نحن و"كرة القدم" علاقة ليست سوية، تشوبها علامات "الجن" وتحفها نفحات "الشيطان "، تربطنا بها أواصر "الشقاوة"، ويجمعنا حولها "الضجيج"، هي بالنسبة لنا "قبيلة" الالفية الجديدة، وبحسب لون "الفريق" نستطيع معرفة الخارطة الوراثية " للمشجع" بل ونحدد موطن الولادة والنشأة لهذا "الجمهور" أو ذاك "المدرج".

لقد أصبحت من أدوات "الفخر" والتباهي صورة لامعة لمولود صغير يلفه لون "الفريق" في قبيلة " النادي" نحو ترسيخ خطيئة " التشجيع" بالطريقة المعتمدة لدينا "أنه" إرث " عائلي و" تركة " مثقلة بالحزن والهم والبكاء في كل ليلة يتعرض فيها "الكيان" للخسارة وكرة القدم فوز وخسارة.

هذه ليست قضيتي، بل كان مدخلا لمن تورط في علاقة عشق بكرة القدم خاصة وأننا على مشارف كأس العالم ومعه بدأ الجميع بتحديد المنتخب الذي سيشجعه، سؤال يحزنني قبل أن أعرضه " ما الذي يجعلك تحدد منتخباً تشجعه قبل أن يلعب ؟.. قبل أن تتلمس الإبداع في حضوره ؟.. إنه دليل جديد على أنك شجعت فريقك قبل أن تعرفه وذهبت بذات العقلية صوب المونديال لتشجع مع سبق الإصرار بل وتسعى لتتعرف على المنتخب الذي سيشجعه غيرك حتى تسعد نفسك في حال خسارته.

إن بطولة العالم عقدت وأظن ذلك لمعرفة آخر ما توصل له العلم في كرة القدم فهي بمثابة دورة فنية وتشجيعية وأيضا فيها جوانب أخرى من الترفيه متمثلة في اللقاءات التي تجمع الأصدقاء والأمسيات التي تقرب بينهم لمتابعتها وسط متعة لا يعرفها إلا من يعرف تفاصيل الجمال في هذه اللعبة.

في كأس العالم المقبلة يمكنك أن تتعرف على أدوار اللاعبين وتسأل عن خطط المدربين وتتابع تحركات "المجنونة " وتتعلم أن أخطاء الحكم جزء من اللعبة وتدرك أن بعض اللعبات يمكن أن يتدرب عليها اللاعب وبعضها تأتي هكذا من أمر ما يسمى "موهبة " يسمى ربما حالة "خاصة ".

إنك تستطيع خلال كأس العالم وهي الاحتفالية العملاقة التي تأتي كل أربعة أعوام أن تصنع لنفسك ذكريات جميلة مع أصدقائك وأن تستقبلها بفرح عارم حيث يحق لك أن تشجع كل المنتخبات وأن تسعد بانتصار الجميع وأن تتمنى التوفيق لمن لم يحالفه الحظ، يحق لك أن تتعلم منها أبجديات تشجيع جديدة متعلقة بشأن "كرة القدم" لا يحكمها لون قبيلتك ولا خطيئة تشجيعك الأولى.

كأس العالم يمكن أن تكون عيادة مفتوحة لإعادة تأهيلك كي تكون رياضياً حقيقياً ومشجعاً مثالياً تستمتع بمعزوفة كرة قدم ولاشيء غير ذلك، كما أنك ستعرف الفرق بين لاعبك المحلي المفضل وهو الذي يتعلم مما يشاهد ويفكر كيف يقود منتخب بلده إلى محافل كهذه وآخر سيكتشف قص شعره بطريقة جديدة يقدمها لك على طبق من "فارس بني خيبان".