كرة القدم مثل الحرب.. أحياناً يكفيك منها انتصار وحيد في معركة خاطفة حتى تعود من خلالها إلى الحياة.
فمارادونا مثلاً واحد من أهم أساطير اللعبة في تاريخها إن لم يكن الأفضل على الإطلاق ومع هذا لو ألغينا أو شطبنا بطولة كأس العالم في المكسيك من سجله الذهبي لظهرت مسيرته مشوشة وناقصة ومرتبكة.
أتكلم عن علاقة الحرب بكرة القدم وأتذكر مارادونا وأنا أطالع الحالة المزرية والمؤسفة التي وصل إليها اللاعب السابق الكبير فهد الهريفي حتى أصبح مثل ذلك الذي يغني في الصحراء ويرقص في الهواء.
قبل سنوات قليلة وقبل وصول كحيلان إلى سدة الرئاسة النصراوية كان الفريق يصارع ويجاهد للبقاء في دائرة الكبار عقب سنوات عجاف عانى فيها الأصفر وعشاقه المرارة وهم مجرد متابعين ومشاهدين للأندية وهي تعتلي المنصات حتى جاء الموعد المحدد وعادت الأمور إلى طبيعتها وعاد النصر فارساً هماماً له في كل موسم إنجاز وبصمة وحضور.
كانت مهمة كحيلان صعبة وشبه مستحيلة وهو يريد الدخول في مناهزة الهلال والاتحاد والشباب والأهلي التي تملك ترسانة من النجوم القادرة على المنافسة والتحدي، فتجاوز أربعة منافسين أشداء مستعدين تماماً هي الاختبار الأكثر تعقيداً، بل إن هناك عشرات الأصوات كانت تؤمن تماماً بأن النصر لن يغادر المركز الثالث مهما فعل لكن كحيلان قول وفعل
أمضى العامين الأولين في رحلة تجارب بذل فيها الملايين من أجل إعادة نصره منتصراً ولم تحبطه أو تثني عزيمته إخفاقات متلاحقة وإنما كان يتعلم من كل صفقة ومن كل مليون ومن كل محاولة.
بعدها عاد هذا النصر قوياً خارج الملعب فكل لاعب على مشارف الانتقال كانت الأنظار تتجه صوب كحيلان هل يريده أم لا حتى بات النصر وبالأرقام النادي الأول في سباق ومعارك اللاعبين القادمين من خارج الأسوار,
هذا خارج الملعب أما داخله فالنصر بطل الدوري لمدة عامين متتاليين وبأرقام قياسية وحينما نقول إنه بطل الدوري لموسمين فهذا يعني السيطرة والاستحواذ على أهم وأقوى بطولات الموسم.
قبل أيام قليلة فاز الأخضر على منتخب فلسطين بأقدام الثنائي النصراوي السهلاوي والشهري، وهذا دليل بسيط يعطيك الفرق بين الأمس واليوم.
قبل أيام أيضاً احتفل النصراويون بفارسهم الكبير ورئيسهم العظيم ولا أحد يلومهم في ذلك فالرجل بذل وعمل وجاهد حتى صار النصر نصراً واسماً على مسمى وأصبح كحيلان بقرار جماهيري الرمز الثاني بعد الراحل الكبير عبدالرحمن بن سعود رحمه الله رحمة واسعة.
بعد كل هذا يأتي الهريفي الذي تفرغ للمشي عكس التيار في محاولات بائسة ويائسة لا يأخذ من ورائها سوى الازدراء والهزء والسخرية والاستعطاف، فحينما يتحدث عن الدوري والفوز به عامين متتاليين بشيء من الاستنقاص لن يجد إلا من يشك بأنه يحاول البحث عن ضوء خفت عنه بعد الاعتزال وإلا ماذا يعني أن ترفض احتفال المحبين برئيس ناجح بكل المقاييس وحضر هذا الاحتفال أهم وأبرز الشخصيات الداعمة لنصرها مادياً ومعنوياً.
في لحظة عابرة كدت أصدق من يقول إن الهريفي يحاول إثارة الغبار فقط من أجل حفل اعتزاله الذي لم نجد أحداً بين النصراويين متحمساً لإقامته وربما لكل واحد أسبابه لكن حينما أسمع طيور الظلام تتكلم بنفس لغة الهريفي اعرف يقيناً أنه لا يفعل سوى دور الصدى الذي يتردد في الغرف المغلقة.
لست ناصحاً للهريفي لأنه بالتأكيد يظن نفسه فوق النصح والتوجيه رغم أنه أحوج الناس إليهما، فليس هناك ظلم أكبر من ظلم الإنسان لنفسه وكم أتمنى أن أقول له: هيا تعال.. وأعيد له دروساً من التاريخ ودروساً من الأمل ودروساً من العمل لا يمكن أن يصبح الإنسان بطلاً بدونها وأولها أن النجاح مقرون دائماً بتلك الحروب الخاسرة كما يفعل الهريفي مع نجاحات كحيلان
لكنني مضطر أن أوجه رسالة سريعة لرئيس النصر والنصراويين التاريخي وأقول له يا كحيلان:
يعرف الأمريكيون الكريدت كارد بأنه كرت لشراء أشياء لا نحتاج إليها بأموال لا نملكها وبأسعار لا نستطيع أن ندفعها للفت انتباه أناس لا يهموننا.
كما أن الأديب الإيرلندي الشهير برنادو شو يقول:
العربة الفارغة أكثر جلبة من العربة الممتلئة
أنت في عالم كرة القدم يا كحيلان.. تذكر أنك في ساحة حرب ولا تنس ما قاله برنادو شو ولا تنس ما قاله الأمريكيون وأنت تسمع وتضحك على ما يقوله الهريفي.
فمارادونا مثلاً واحد من أهم أساطير اللعبة في تاريخها إن لم يكن الأفضل على الإطلاق ومع هذا لو ألغينا أو شطبنا بطولة كأس العالم في المكسيك من سجله الذهبي لظهرت مسيرته مشوشة وناقصة ومرتبكة.
أتكلم عن علاقة الحرب بكرة القدم وأتذكر مارادونا وأنا أطالع الحالة المزرية والمؤسفة التي وصل إليها اللاعب السابق الكبير فهد الهريفي حتى أصبح مثل ذلك الذي يغني في الصحراء ويرقص في الهواء.
قبل سنوات قليلة وقبل وصول كحيلان إلى سدة الرئاسة النصراوية كان الفريق يصارع ويجاهد للبقاء في دائرة الكبار عقب سنوات عجاف عانى فيها الأصفر وعشاقه المرارة وهم مجرد متابعين ومشاهدين للأندية وهي تعتلي المنصات حتى جاء الموعد المحدد وعادت الأمور إلى طبيعتها وعاد النصر فارساً هماماً له في كل موسم إنجاز وبصمة وحضور.
كانت مهمة كحيلان صعبة وشبه مستحيلة وهو يريد الدخول في مناهزة الهلال والاتحاد والشباب والأهلي التي تملك ترسانة من النجوم القادرة على المنافسة والتحدي، فتجاوز أربعة منافسين أشداء مستعدين تماماً هي الاختبار الأكثر تعقيداً، بل إن هناك عشرات الأصوات كانت تؤمن تماماً بأن النصر لن يغادر المركز الثالث مهما فعل لكن كحيلان قول وفعل
أمضى العامين الأولين في رحلة تجارب بذل فيها الملايين من أجل إعادة نصره منتصراً ولم تحبطه أو تثني عزيمته إخفاقات متلاحقة وإنما كان يتعلم من كل صفقة ومن كل مليون ومن كل محاولة.
بعدها عاد هذا النصر قوياً خارج الملعب فكل لاعب على مشارف الانتقال كانت الأنظار تتجه صوب كحيلان هل يريده أم لا حتى بات النصر وبالأرقام النادي الأول في سباق ومعارك اللاعبين القادمين من خارج الأسوار,
هذا خارج الملعب أما داخله فالنصر بطل الدوري لمدة عامين متتاليين وبأرقام قياسية وحينما نقول إنه بطل الدوري لموسمين فهذا يعني السيطرة والاستحواذ على أهم وأقوى بطولات الموسم.
قبل أيام قليلة فاز الأخضر على منتخب فلسطين بأقدام الثنائي النصراوي السهلاوي والشهري، وهذا دليل بسيط يعطيك الفرق بين الأمس واليوم.
قبل أيام أيضاً احتفل النصراويون بفارسهم الكبير ورئيسهم العظيم ولا أحد يلومهم في ذلك فالرجل بذل وعمل وجاهد حتى صار النصر نصراً واسماً على مسمى وأصبح كحيلان بقرار جماهيري الرمز الثاني بعد الراحل الكبير عبدالرحمن بن سعود رحمه الله رحمة واسعة.
بعد كل هذا يأتي الهريفي الذي تفرغ للمشي عكس التيار في محاولات بائسة ويائسة لا يأخذ من ورائها سوى الازدراء والهزء والسخرية والاستعطاف، فحينما يتحدث عن الدوري والفوز به عامين متتاليين بشيء من الاستنقاص لن يجد إلا من يشك بأنه يحاول البحث عن ضوء خفت عنه بعد الاعتزال وإلا ماذا يعني أن ترفض احتفال المحبين برئيس ناجح بكل المقاييس وحضر هذا الاحتفال أهم وأبرز الشخصيات الداعمة لنصرها مادياً ومعنوياً.
في لحظة عابرة كدت أصدق من يقول إن الهريفي يحاول إثارة الغبار فقط من أجل حفل اعتزاله الذي لم نجد أحداً بين النصراويين متحمساً لإقامته وربما لكل واحد أسبابه لكن حينما أسمع طيور الظلام تتكلم بنفس لغة الهريفي اعرف يقيناً أنه لا يفعل سوى دور الصدى الذي يتردد في الغرف المغلقة.
لست ناصحاً للهريفي لأنه بالتأكيد يظن نفسه فوق النصح والتوجيه رغم أنه أحوج الناس إليهما، فليس هناك ظلم أكبر من ظلم الإنسان لنفسه وكم أتمنى أن أقول له: هيا تعال.. وأعيد له دروساً من التاريخ ودروساً من الأمل ودروساً من العمل لا يمكن أن يصبح الإنسان بطلاً بدونها وأولها أن النجاح مقرون دائماً بتلك الحروب الخاسرة كما يفعل الهريفي مع نجاحات كحيلان
لكنني مضطر أن أوجه رسالة سريعة لرئيس النصر والنصراويين التاريخي وأقول له يا كحيلان:
يعرف الأمريكيون الكريدت كارد بأنه كرت لشراء أشياء لا نحتاج إليها بأموال لا نملكها وبأسعار لا نستطيع أن ندفعها للفت انتباه أناس لا يهموننا.
كما أن الأديب الإيرلندي الشهير برنادو شو يقول:
العربة الفارغة أكثر جلبة من العربة الممتلئة
أنت في عالم كرة القدم يا كحيلان.. تذكر أنك في ساحة حرب ولا تنس ما قاله برنادو شو ولا تنس ما قاله الأمريكيون وأنت تسمع وتضحك على ما يقوله الهريفي.
