|


صالح الحميدي
عطوهم وجه
2012-09-11

انشغل الوسط الرياضي السعودي خلال الأسبوع الماضي بالتغييرات الجديدة التي طالت كبار المسؤولين في الرئاسة العامة لرعاية الشباب، وتباينت ردود الأفعال ما بين مرحب وغير متفائل خصوصاً أن حجم التغيير كان كبيراً في نوعية الأسماء المغادرة. لن أتوقف كثيراً أمام هذه التغييرات، في ظل اقتراب انتخابات اتحاد كرة القدم للمرة الأولى، وهي العملية التي أعتقد أنها ستكون منطلقاً مهماً في تاريخ كرة القدم السعودية في هذا التوقيت تحديداً، إذ إنها ستؤسس لعمل احترافي مهم في حال القيام بخطواتها بالشكل الصحيح، ومن ثم الانتقال بها إلى أروقة الأندية التي هي في حاجة ماسة لمثل هذه الخطوة للقضاء على مزاجية الرؤساء، ووصاية أعضاء الشرف المتنفذين، وإشعار الجمهور الرياضي بأهميته. فتشوا في قائمة رؤساء الأندية الحالية، واذكروا معي أسماء الرؤساء الذين وصلوا إلى المقعد الأول في سلم الهرم في أنديتهم عبر عملية انتخابية متكاملة لتجدوا أن النتيجة “لا يوجد أحد”، وتفرق دم اختيارهم بين قبيلتي التكليف والتزكية. جميل جداً أن تواكب الرياضة الحراك الإصلاحي من قبل القيادة السياسية، وهو الواضح في خلال جملة قرارات مهمة تستهدف توسيع دائرة القرار عبر الانتخابات الآخذة في الانتشار في شكل إيجابي. من المهم جداً إشعار أنصار الأندية أنهم جزء مهم ورئيسي في عمل الأندية، وأن دورهم يتجاوز الحضور والمؤازرة في المدرجات، وأنهم شركاء في اتخاذ القرار، والأهم من ذلك كله أنهم هم لوحدهم، وعبر بطاقات عضوية الأندية أصحاب قرار في اختيار اسم الرئيس بأصواتهم، وكذلك لديهم فرصة محاسبة الرئيس، وسحب الثقة منه في ظل عدم وفائه بوعوده، أو لارتكابه جملة من الأخطاء التي أضرت بمسيرة النادي، ومن هنا سيشعر رئيس كل ناد أن هناك من سيحاسبه على قراراته، وسيفكر ألف مرة قبل اتخاذ أي قرار، وحينها ستغيب الفردية والمكابرة والمزاجية التي تعاب على عمل رؤساء الأندية المحلية الذين يفتقدون لمفهوم العمل المؤسساتي. أجزم لو تم تفعيل الجمعيات العمومية تفعيلاً حقيقياً فأجزم أن هناك تغييرات كبرى ستطال الكثير من الأسماء الموجودة في إدارات الأندية، وسيوجد تغيير في تركيبة الأندية الكبيرة، وستفرز لنا أسماء جديدة تملك الكثير من الفكر والمال والرغبة في تحقيق طموحات الجماهير، وبالتالي تواري الكثير من الأسماء التي لازمت هذه الأندية بل وعطلت عملها، وحرمتها من الشمس والهواء وتركتها لسنين تختنق. أعتقد أن من أهم إيجابيات قرار تفعيل الجمعيات العمومية أن عدد حاملي بطاقات العضوية سيكون الفيصل الحقيقي في سباق الجماهيرية بين الأندية إذ جميل جداً أن يكون أعضاء نادي (أ) مثلاً 33500 ألف عضو يضخون سنوياً 10 ملايين و50 ألف ريال في خزانة ناديهم مقابل رسوم العضوية، ومعقول أن يكون جمهور (ب) مثلاً قريباً من هذا الرقم، والأمر ذاته ينطبق على بقية الأندية، والأمر الجميل أن عضوية الأندية ستكون متاحة لكافة الجماهير حتى من يقيمون في مدن أخرى عبر تنظيمات تضمن سهولة حصولهم على البطاقات، وإمكانية مشاركتهم في الانتخابات وهم في مدنهم. إجمالاً دعوا جماهير الأندية يشعرون أنهم مقدرون، وأنهم شركاء في القرار، وحينها ستكون لدينا رياضة محترفة، ومنجزاتها لا تتوقف، “بس عطوهم وجه”.