من الأمور اللافتة في مسيرة فريق النصر للناشئين، الذي حسم بطولة الدوري أمس الأول الجمعة، بفوز كبير على الرائد بخماسية قبل النهاية، أن الفريق مضى بثبات فني من البداية وحتى النهاية، دون أن يكون للزوابع الفنية والمالية التي تضرب الفريق الأول أي تأثيرات سلبية.
وهذا ناتج من قدرة جهازيه الفني والإداري على ضبط إعدادات العمل بأسلوب هادئ، وتخطيط منظم، أبطاله من إداريين وفنيين ولاعبين عملوا من أجل الكيان وتركوا أفعالهم تتحدث عنهم في الملاعب.
ونصر الناشئين بطلاً ودرساً، تحدث عنه إنجازه عبر الملاعب، وبنتائج تعد لافتة في كرة القدم؛ فقد جمع 55 نقطة من 21 مباراة، منها 18 انتصارًا بفارق 5 نقاط عن أقرب منافس له، وسجل 73 هدفًا واستقبل 14 هدفًا، وتلك الأرقام تؤكد الجدارة الفنية لفريق واعد بمستقبل مضيء للنصر.
وفي دروس النجاح عبر، وفي ذلك درس للكبار وإدارتهم أن بلوغ الأهداف المرسومة بعقلية كروية خبيرة، تظهر نتائجها أفعالاً وحصادًا في الملاعب، كما هو الحال لفريق الناشئين البطل.
ومن يقدم القول على الفعل بالتبكير بكلام استباقي بلا منهجية عمل منظمة، يدرج ضمن الأقوال بلا أفعال، ولا يعدو الكلام من هذا النوع الذي يصنف في مفهوم العمل الممنهج، على أنه من قبيل المتاجرة بالكلام لتلميع صورة فنية أو إدارية مهزوزة.
والكلام من غير هندسة إدارية وفنية ضرب من ضروب الضعف المهني، وخير وسيلة لإقناع الجماهير وإسعادها هي الأفعال المنتجة للإنجازات، وسط منظومة عمل إدارية وفنية منظمة.. ولعل في مثل هذه الدروس المثمرة ما ينعكس على فكر من يقود الفريق النصراوي الأول.
يبقى القول ومع كل التهاني لفريق الناشئين النصراوي لاعبين وفنين وإداريين وجماهير، وهنا في هذه المناسبة يجب أن يذكر بالشكر والتقدير، الدكتور أيمن باحاذق مؤسس البنية التحتية للفرق السنية بنادي النصر.
معلوم أن الدكتور باحاذق وبجهوده الإدارية والمالية هو من وضع الفئات السنية النصراوية ضمن خريطة الأبطال في السنوات الماضية، والشكر والتقدير موصول لكل من أتى بعده لاحقًا، لمواصلة النتائج وحصد الألقاب.