تعقدت الأمور على فريق الوحدة، وباتت بوابة الهبوط مشرعة له، كأول من بانت معالم هبوطه إلى الدرجة الأولى، بتذيله ترتيب فرق دوري جميل في وقت حرج جدًّا، والدوري شارف على الانتهاء، ولم يتبق منه غير ثلاث جولات.
فريق الوحدة العريق بتاريخه الطويل في الملاعب، بعد خسارته من الخليج مساء أول أمس برباعية مقابل اثنين في الجولة 23، أصبح مكشوفاً أمام الخطر الداهم بالهبوط، إن يكن في حكم الهابط؛ كونه في قاع الترتيب بـ 17 نقطة.
ووضع متعسر جداً.. مثل هذا يدفع إلى القول بأن الوحدة يحتاج إلى معجزة للبقاء، وقد تعقدت الفرص أمامه وهو ينتظر لقاءات صعبة مع فرق تفوقه فنياً، في مقدمتها الهلال في الجولة 25، ويختتم المشوار مع القادسية المتطور في الجولة الأخيرة.
وعلى فرضية فوزه على الفتح في مكة في الجولة المقبلة، وهو فريق مثله أيضاً يكافح للهرب من شبح الهبوط، فإن الركض المتأخر قد لا يسعفه بالبقاء.
والأرجح أن الدوري الممتاز سيفتقد في الموسم المقبل فريقًا عريقًا لم يشفع له تاريخه كأول فريق أسس في البلاد عام 1916، بحسب رواية قدماء الوحدة؛ ما يعني أنه قبل عميد النوادي الذي تأسس عام 1927، واحتفل قبل أشهر بمرور تسعين عامًا على ميلاده.
صحيح أن الاتحاد عميد النوادي وموثق تأسيسه على الورق، في حين أن الأوراق الرسمية للوحدة تشير إلى تأسيسه عام 1945، ويحتاج الفريق المكي إلى وثائق دامغة لإثبات أقدميته.
الفريق المكي الذي ظهر في آخر مباراة أمام الخليج فعل كل ما يمكن فعله خاصة في الشوط الثاني، مع تراجع الفريق الخلجاوي، وواضح أن الضغط الكبير أثر على تركيز اللاعبين أمام المرمى.
يبقى القول إن دائرة البقاء ضاقت على الفريق الوحداوي وربما الهبوط أحكم حلقاته على الفريق المكي، لكن هذا لا يمنع من القول إن هناك ضوءًا خافتًا في آخر النفق، وهذا يتطلب الفوز في اللقاءات الثلاثة المقبلة، وفي قاموس كرة القدم لا مستحيلات، وإن حدث ما يسر أنصار الوحدة فذلك في حكم المعجزة.