صبرت جماهير العالمي لعل من فرج يأتي بعد كرب، ولم يأتها إلا كرب يتبعه كرب أشد منه، والكرب امتد لللاعبين وظهر في أوضح صوره فنيًّا ونفسيًّا في اللقاء الأخير مع الهلال.
والنصر رغم اكتنازه بالنجوم، ظهر في أسوأ حالاته الفنية والنفسية، وكافح بقيادة حارسه وليد عبد الله لمنع هزيمة ثقيلة وسط حالة نفسية قريبة من الانهيار.
ولا يلام الفريق وقد حبس عنه الوقود وجففت منابع الروح في عروقه، من جراء المماطلة في دفع الأجور وسط بيئة عمل إدارية محبطة، لا تعرف التحفيز، غير مبالية بالوفاء بالحقوق؛ فكان البلاء والدبور على الجماهير واللاعبين على حد سواء.
وتعاظم عاصفة الغضب الصفراء الجماهيرية بشكل غير مسبوق، مرده إلى انكشاف علة الفريق الكامنة في أسبابها وتداعياتها الخانقة، بتعاظم تدحرج كرة الثلج المنتفخة بالديون من جراء سوء عمل القائمين.
وكرة الثلج التي ضربت الكيان في سمعته واللاعبين في روحهم والجماهير في إحجامهم عن الحضور إدارية المنشأ، من جراء اجتهادات بلا مهنية عمل.. ولنقل بصراحة إنها بفعل عابث إداري يكابر في مواصلة الأخطاء الفادحة ماليًّا وإداريًّا وفنيًّا أيضًا.
فما من لاعب إلا ويعاني من تجاهل صرف رواتبه ومتطلبات عقده لأشهر طويلة، والإهمال مستمر بلا صحوة مسؤولة، فكم من لاعب أجنبي ومدرب يأتي للفريق ويُرحل بـ (مزاج إداري)، إلا سافر وعاد لأسماع جماهير العالمي شاكيًا مطالبًا بحقوقه.
ولا شيء ينبئ بأن من بلغ سقف الأسوأ في عمله بقادر على إحداث تصحيح، وهو الذي يكرر أدواته المجربة بفشلها، حتى إنه أصبح يراهن على فشل يتوهمه نجاحًا ويرتد إليه صفرًا.
وما ألمح عنه ضمنًا نايف هزازي للإعلام إلا علامة تؤشر إلى بيئة إدارية محبطة للاعبين، ولا تفسير لكلام نايف غير أن الأمور في النادي بلغت حدًّا ضاق به صبر الصابرين.
يبقى القول إن جماهير العالمي لم تعد قادرة على التعامل مع وعود هوائية بعد أن تبين لها بجلاء أن فاقد الشيء لا يعطيه، ومطالبتها برحيل الإدارة ما هو إلا استفتاء صريح يجب احترامه.
والأمر الملح يتطلب استئصال الأسباب لوقف كرة الثلج قبل أن تدمر ما تبقى، والجمعية العامة وهي التي تملك حق المحاسبة وتملك حق حجب الثقة أن تواجه الموقف بكل مسؤولية، تتطلبها أمانة العمل.