عنونت مقالي السابق (لا خَبر من المجمعة والخُبر)، على اعتبار أن التفوق الفني الهلالي كفيل بالفوز على الفيصلي بالمجمعة، والأهلاوي بتجاوز القادسية في الخبر، ونجح نصف العنوان بفوز الهلال المتصدر للدوري على الفيصلي بثنائية طبيعية لا خبر لافتاً فيها، غير أن الهلال يمضي بقوة معززاً صدارته.
وسقط النصف الثاني من العنوان بخبر مثير وغير متوقع، جاء من الخبر بفوز القادسية برباعية مثيرة وسّعت الفارق بين المتصدر ووصيفه الأهلي إلى أربع نقاط، وصعّبت مسيرة الراقي في الحفاظ على لقبه كبطل للدوري، ووضعته على حافة انتظار عثرات منافسه الهلال في الجولات المقبلة.
وشكل الفوز القدساوي لعباً ونتيجة علامة استفهام كبيرة اشتعلت في رؤوس جماهيره، منهم من حملها للاعبين، وآخرون ألقوا باللائمة على المدرب، والأرجح أن الثقة الزائدة من اللاعبين من أسباب الهزيمة الثقيلة.
ومساء غد على ملعب الخبر، يتجدد اللقاء بين القادسية والأهلي ضمن دور الـ 16 في مسابقة كأس الملك، وحرارة الأربعة اللاسعة للأهلاويين لم تبرد بعد في ظل ظروف قاسية على اللاعبين لرد الاعتبار والعبور إلى دور الثمانية.
تمرد القادسية في الدوري لم يكن حالة استثنائية انفجرت في الأهلي، بل سبق وأن هزم النصر بثلاثية، وتعادل معه الهلال بصعوبة، مما يؤشر بقوة على أن أبناء الخبر في وضع فني ونفسي جيدين بقيادة مدربهم أنجوس وإدارتهم التي تحظى بدعم وفير من داعم قدير يصنع التغيير.
وبصرف النظر عن موقع القادسية في سلم الدوري أستطيع القول إن الخَبر في الخُبر قابل للتكرار مساء غد، إذا استمر الفريق القدساوي مضيئاً بوهجه الفني في التعامل مع الفرق الكبيرة بكل استعداد غير قابل للتهاون.
والأهلي وما تعرض له من نقد شديد من جماهيره وإعلامه واقع تحت ضغط شديد، بعد تراجع حظوظه في الحفاظ على لقبه وخروجه قبل ذلك من مسابقة كأس ولي العهد، وكل هذه تداعيات سلبية مؤثرة في الجسم الفني للفريق.
يبقى القول إن الطريق سالكة للفائز في مباراة الغد نحو المضي لتجاوز دوري الثمانية والأربعة إلى المحطة الأخيرة، ونظرياً الأهلي هو المرشح إن عبر من ملعب الخبر، والحال ينطبق على القادسية، بتوهجه الفني، وربما تشهد المسابقة الملكية بطلاً خارج حساب التوقعات.